ارتفعت أسعار حطب التدفئة تزامناً مع دخول الموسم الشتوي، حيث وصلت أثمنة خشب “الزيتون والكروش” إلى ما بين 150 و200 درهم للقنطار الواحد في الشمال الغربي للمملكة، وهي الأنواع التي يستخدمها بكثرة في الشتاء سكان المناطق الجبلية.
وحسب مصادر مهنية، يعود هذا الارتفاع إلى تكاليف الإنتاج والنقل التي ما تزال “تثقل كاهل البائعين والمنتجين، وتلقي بظلالها على السكان القرويين”.
وسبق أن أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات السابق، محمد الصديقي، في جواب كتابي على سؤال برلماني، العام الماضي، حول معاناة ساكنة خنيفرة من موجة البرد، أن “توفير احتياجات الساكنة من حطب التدفئة رهين بالقدرات الإنتاجية لمختلف المتدخلين في القطاع”.
أحمدي هدي، أحد مهنيي ومنتجي حطب التدفئة بمنطقة سيدي يحيى الغرب، قال إن “الموسم الحالي عرف ارتفاعات جديدة في أسعار حطب التدفئة، يمكن وصفها بالمتوسطة”.
وأضاف هدي، متحدثا لهسبريس، أن “سعر خشب الزيتون والكروش يصل هذا العام إلى ما بين 150 و200 درهم للقنطار الواحد”، مؤكداً أن “هذه الأنواع هي التي يستخدمها السكان القرويون في الجبال”.
وأوضح المهني بالقطاع أن هذا الارتفاع يُفسر أولاً بأن “جمع الخشب في فصل الصيف يعرف ارتفاعاً في السعر بسبب فقدان وزنه الحقيقي، ومن جهة أخرى بسبب زيادة الطلب، خاصة من سكان المناطق الجبلية”، مبينا أن “أنواعا أخرى ارتفع سعر الطن الواحد منها ليصل إلى 800 درهم”.
وتابع المتحدث ذاته بأن ارتفاع سعر المحروقات راكم “تكاليف النقل، التي تنعكس على جميع التكاليف الأخرى، ورغم تسجيل انخفاضات طفيفة فيها وطنيا، إلا أنها ما تزال مرتفعة منذ أول ارتفاع”.
وأضاف: “هناك عوامل أخرى تساهم في هذا الارتفاع، منها الضرائب المرتفعة على المهنيين الذين يقطعون الأشجار في الغابات، بالإضافة إلى مواجهة المنتجين نقص في اليد العاملة التي تراجعت في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع أجورها”.
وأشار هدي إلى أن “قطاع حطب التدفئة يواجه تحديا يتمثل في تراجع المساحات الغابوية، بسبب عمليات القطع، وأيضا بسبب تحول القطاع الغابوي إلى المجال الحضري”.
محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، قال إن “الساكنة في المناطق الجبلية في هذا الشتاء يجب أن تحظى بأولوية قصوى في توفير حطب التدفئة بأسعار معقولة”.
وأضاف الديش، في تصريح لهسبريس، أن السلطات “مطالبة بتوفير بدائل للتدفئة لهؤلاء المواطنين، ومن جهة أخرى تخفيض تسعيرات الكهرباء بالمناطق شبه الحضرية في فصل الشتاء، بهدف تخفيف العبء”.
وتابع: “كانت أسعار القنطار الواحد من الحطب العام الماضي في حدود 100 درهم، وارتفاع الأسعار يُفسر بضعف العرض نتيجة القدرة الإنتاجية للغابات، مما يستدعي ضرورة تنمية هذا القطاع”.
0 تعليق