د. عاصم حجازي يكتب: «بطاقات التوصيف الوظيفي.. العنصر الغائب في النظام التعليمي»

0 تعليق ارسل طباعة

عند حدوث مشكلة أو أمر طارئ في أي مدرسة من المدارس نجد خللا كبيرًا في توزيع المسؤوليات ويتبارى الجميع في التنصل من المسؤولية وإلقاء التبعات على الآخرين، وقد يتم معاقبة من ليس له علاقة مباشرة بالموضوع وقد يفلت من العقاب من هو أشد التصاقا بالمشكلة والمتسبب الأول فيها، والسبب يعود في معظم الحالات ليس إلى عدم قيام كل فرد في منظومة التعليم بدوره على الوجه الأكمل وإنما غالبا لعدم وعيه بطبيعة دوره والمسؤوليات الملقاة على عاتقه.


وذلك لأنه لا يوجد توصيف وظيفي يحدد بدقة وبصورة إجرائية مهام كل عضو داخل المدرسة، لذلك فإن الحاجة داعية إلى وجود مثل هذا التوصيف وإتاحته للسادة المعلمين، ويتضمن هذا التوصيف مهام محددة لكل عضو داخل المدرسة، فالمدير له مهام محددة بدقة يجب عليه القيام به وتكون جميعها مكتوبة بصورة إجرائية تحدد بالضبط ما يجب عليه القيام به وما هي حدود مسؤولياته وما هو العقاب الذي ينتظره في حالة المخالفة أو التقصير، وكذلك الأمر بالنسبة للوكلاء، والمعلمين بدرجاتهم المختلفة لكل درجة من هذه الدرجات وظائف محددة ومسؤوليات واضحة داخل الفصل وخارجه وأثناء الإشراف وإدارة الفصل، وكذلك الإداريين بالمدرسة فلكل عضو يعمل وظيفة معينة بطاقة توصيف وظيفي تحدد مسؤولياته بدقة ليتم تقييمه ومحاسبته أيضًا بناء على هذه البنود، ولا شك في أن وجود بطاقات التوصيف الوظيفي ذو أهمية بالغة في ضبط العملية التعليمية وتتمثل فوائده في:
- تحقيق أكبر قدر من الانضباط الذاتي الواعي حيث يكون كل عضو أكثر وعيًا بمسؤولياته وأكثر حرصًا على القيام بها على أكمل وجه وأكثر قبولا لهذه المسؤوليات أيضًا.
- الوصول إلى مستويات أعلى من الرضا الوظيفي لدى جميع العاملين بالحقل التعليمي.
- زيادة كفاءة وفعالية العملية التعليمية نظرا لتميزها بالوضوح والدقة وتحديد الأدوار.
- توفير الوقت والجهد والذي يتم استهلاكه في إقناع البعض بالقيام بمهام معينة أو بسبب تحديد المسؤول عن مشكلة معينة.
- تنمية الشعور بالمسؤولية لدى جميع العاملين بالحقل التعليمي.
- وجود معايير ثابتة للمحاسبة والتقييم وقواعد للمفاضلة في ضوء بطاقات التوصيف الوظيفي.
- مساعدة جهة الإدارة في تحديد المسؤولية عن أي أعمال تمت بدقة وسرعة حل أي مشكلة قد تنشأ.
- تسهيل عمليات التنسيق والتكامل بين الأدوار بما يخدم العملية التعليمية ويحقق الأهداف التربوية لها.
 

وينبغي أن يتم العمل على جمع المهام والاختصاصات المنثورة في النشرات والقرارات وإعداد بطاقات التوصيف الوظيفي لكل درجة والمهام والمسؤوليات المقابلة لكل درجة وظيفية وإعلانها للسادة المعلمين ورفعها على موقع الوزارة لتكون متاحة أيضا للطلاب وأولياء الأمور، سعيًا لمزيد من الضبط الداخلي للبيئة التعليمية والتي سوف تنعكس آثاره على جودة النظام التعليمي وتطوره.

من هو د. عاصم حجازي؟

أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

أخبار ذات صلة

0 تعليق