التقويم الاخباري

إعادة إنتاج 5 أفلام قديمة منها "شمس الزناتي".. ابتكار أم إفلاس فني؟

تشهد السينما المصرية مع اقتراب نهاية عام 2024 وبداية 2025، موجة متصاعدة من إعادة إنتاج أفلام كلاسيكية بأساليب حديثة تتماشى مع تطورات المجتمع. 

وفي مقدمة هذه الأفلام "شمس الزناتي" بنسخة جديدة من بطولة محمد إمام، بعد موافقة والده النجم الكبير عادل إمام، بالإضافة إلى فيلم "البحث عن فضيحة" الذي يقدمه هشام ماجد، مع حصوله على الضوء الأخضر من الزعيم نفسه. 

تتضمن القائمة أيضًا أفلامًا مثل "إشاعة حب" بطولة الفنان أحمد سعد في أولى تجاربه السينمائية، و"شباب امرأة" من بطولة غادة عبد الرازق، وأخيرًا "أنف وثلاث عيون" الذي تم إعادة إنتاجه مطلع هذا العام. 

هذه الأعمال تأتي كجزء من محاولة لمواءمة الأعمال الكلاسيكية مع السياق المعاصر، ولكنها تفتح باب النقاش حول إيجابيات وسلبيات هذه الظاهرة. 

آراء النقاد: ظاهرة عالمية 

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي إن هذه الظاهرة ليست جديدة على الساحة، وأن النجاح أو الفشل يعتمد بالدرجة الأولى على رؤية المخرج والكاتب. 

وأشار الشناوي إلى أن بعض الأعمال، مثل "أنف وثلاث عيون"، قد تحتاج لسنوات قبل الحكم النهائي على مدى نجاحها، وأن التحدي يكمن في تقديم هذه الأفلام برؤية جديدة تحافظ على روح العمل الأصلي. 

فيما وصفت الناقدة ماجدة موريس توجه صناع الأفلام إلى إعادة إنتاج الكلاسيكيات بـ"التكاسل"؛ إذ يعتمدون على نجاحات سابقة بدلًا من تقديم أعمال مبتكرة. 

وأكدت أن هذا التوجه يمثل مخاطرة كبيرة، حيث ستتم مقارنة النسخ الجديدة بالأعمال الأصلية، وغالبًا ما تكون النتيجة لصالح الأولى. 

أما الناقد السينمائي رامي المتولي، فقد دافع عن إعادة إنتاج الأفلام الكلاسيكية، قائلا إن هذه الظاهرة عالمية وليست دليلًا على "الإفلاس الفني".

واستشهد بالسينما الأمريكية التي تعيد إنتاج العديد من الأفلام الكلاسيكية بلمسات عصرية وتقنيات متطورة. 

بالمقابل، وصف الناقد أحمد سعد الدين هذه الظاهرة بأنها "إفلاس فني"، خصوصًا حينما يقوم بها شباب كان يفترض أن يحملوا راية الابتكار والتجديد في السينما المصرية. 

آراء الفنانين: الحماس ممزوج بالتحدي 

وفي السياق، عبّر الفنان هشام ماجد عن حماسه لخوض تجربة إعادة تقديم فيلم "البحث عن فضيحة"، مشيرًا إلى قلقه من رد فعل الجمهور وإمكانية المقارنة بالفيلم الأصلي الذي يعتبر من علامات السينما المصرية.

كما أكد ماجد أن النسخة الجديدة ستتضمن تفاصيل عصرية تتماشى مع الوقت الحالي، مما يمنحها هوية مميزة. 

وأشار إلى أن "الزعيم" عادل إمام أبدى موافقته، خاصة أن رامي إمام، نجل الزعيم، هو من يتولى إخراج الفيلم، مما يجعله أكثر حماسة لخوض هذه التجربة الفريدة. 

تحديات ورهانات على النجاح في خضم هذه الظاهرة، ينشغل فريق العمل بإعداد نسخ جديدة لأفلام مثل "شمس الزناتي" و"إشاعة حب"، بالإضافة إلى فيلم "شباب امرأة" الذي سيعيده إلى الواجهة بعد نحو سبعة عقود من نسخته الأصلية. 

تبقى السينما المصرية في مواجهة تساؤلات حول مدى نجاح هذه الأفلام في الوصول إلى قلوب الجمهور الجديد، وهل ستظل مقارنة الجمهور بالأعمال الأصلية عائقًا أم عاملًا محفزًا لتقديم إنتاجات تضاهي الجودة السابقة؟

أخبار متعلقة :