تفاصيل الجاذب العظيم وبحث علماء الفضاء والفيزياء لمعرفة سبب جذب مجرتنا

الجاذب العظيم، علماء الفضاء والفيزياء الفلكية يعملون جاهدين، بوسائل متعددة، على فهم سبب جذب مجرتنا درب التبانة والمجرات المجاورة نحو كيان غامض، مما يؤدي إلى سحب هذه المجرات بعيدًا عن مسارها بسرعة تتجاوز مليون ميل في الساعة، كما يطلق عليهم مصطلح “الجاذب العظيم”، وهو المصطلح الذي وضعوه لتسمية المنطقة المجهولة التي تجذب المجرات باتجاهها.

الجاذب العظيم

المجرات تحتوي على تجمعات ضخمة من المليارات من النجوم والكواكب والأقمار، بالإضافة إلى الكويكبات والنيازك، وتشمل أيضًا غبارًا كونيًا ومادة مظلمة مع مجالات مغناطيسية متشابكة، كما تختلف أحجام المجرات وأعداد النجوم فيها، حيث تتراوح بين بضعة آلاف من النجوم في المجرات القزمة، إلى مئات التريليونات من النجوم في المجرات العملاقة، وبغض النظر عن حجمها، تدور جميع المجرات حول مركز ثقلها.

سحب المجرات

تعرف الأرض بأنها تدور حول محورها بسرعة تقدر بحوالي 1000 ميل في الساعة حاليًا، أو ما يعادل حوالي 1600 كيلومتر في الساعة، ووفقًا للموقع الأمريكي NPR، يعتبر هذا الدوران هو سبب وجود الأيام، بالإضافة إلى دوران الأرض والكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي حول الشمس، كما يدور كوكب الأرض بسرعة تقدر بحوالي 67000 ميل في الساعة، أو ما يعادل حوالي 108 آلاف كيلومتر في الساعة، مما يسمح بتشكيل السنوات.

وفي السبعينيات من القرن الماضي، لاحظ علماء الفلك أن هناك شيئًا غير عادي بمجموعتنا المجرية، أو المجموعة المحلية، كذلك تبين أن مجموعة المجرات المجاورة تتحرك بعيدًا عن مسارها بسرعة فائقة، تزيد عن مليون ميل في الساعة، نحو كائن غير مرئي بالنسبة لنا.

تريليونات المجرات

كان يعتقد سابقًا أن عدد المجرات في الكون المرئي يبلغ حوالي 170 مليار مجرة، ولكن الاكتشافات الحديثة في العلم تقترح وجود عدة تريليونات من المجرات، تبعد عنا ملايين الفراسخ، كما تقدر هذه الأعداد استنادًا إلى كتلة المجرة وحجمها، وبمعرفتنا، فإن الأرض والشمس وباقي أجرام نظامنا الشمسي يدورون حول مركز مجرتنا درب التبانة بسرعة تفوق 500 ألف ميل في الساعة (أو ما يعادل حوالي 828 ألف كيلومتر في الساعة)، ووفقًا للموقع الأمريكي، يشار إلى أن وراء كل هذا، يتمدد الكون بشكل متواصل نحو الخارج دون توقف.

تفاصيل الجاذب العظيم

الجاذب العظيم يظل لغزاً يحتفظ به العلماء دون إلمام كامل بتفاصيله وأسباب انحراف مجرة درب التبانة ومجرات أخرى عن مسارها، على مدى العقود الأخيرة، كان هناك العديد من الافتراضات حول هذا الظاهرة، وأحد المشتبه بهم الرئيسيين كان العنقود الفائق Laniakea، الذي يعني في اللغة الهاواية “الجنة الهائلة” أو “الجنة التي لا تُقاس”.

وقد أطلق العلماء على هذا الظاهرة الغامضة اسم “الجاذب العظيم”، ومع ذلك، فإن القدرة على دراستها كانت محدودة، حيث يشير العالم فيزياء الفلك الحاسوبية جورجي مورينو إلى أن مجرة درب التبانة تحتوي على ملايين وملايين النجوم والكثير من الغبار.

وهذا يعوق استخلاص المعلومات، مما يعني أن مجرتنا هي التي تعوق جهودهم في الكشف عن الجاذب العظيم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *