بدأت فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2024 بتأكيد أهمية النفط والغاز في تحول الطاقة، بما يضمن توفير الإمدادات لجميع المستهلكين في مختلف أنحاء العالم.
وعُقدت الجلسة الوزارية الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2024 تحت عنوان "القادة العالميون الجدد والتحول الطاقي، اليوم الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وشارك في الجلسة وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي، ووزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، ووزير النفط والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري، ووزيرة الطاقة وتنمية المعادن بدولة أوغندا روث نانكابيروا سينتامو.
ووفق التصريحات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اتفق الوزراء على ضرورة تسريع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، نظرًا لدوره المهم في تحول الطاقة وخفض انبعاثات الكربون.
تطوير احتياطيات الغاز في مصر
أكد وزير البترول المصري كريم بدوي أنه بلاده تركّز على العمل مع شركائها في تسريع الاستثمارات المتعلقة بالإنتاج من الحقول الموجودة، وفي الوقت نفسه تسريع الاستكشاف لآفاق جديدة للغاز لصالح مصر والمنطقة بأكملها.
وخلال مشاركته في الجلسة الوزارية الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2024، أشار بدوي إلى أنّ تحول الطاقة يشمل العمل على كيفية ضمان خفض تكلفة الغاز للشركات العاملة في مرحلة الاستكشاف أو في مرحلة الإنتاج، مع التركيز على تحقيق انبعاثات كربون أقل، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: إن "وضع مصر بوصفها مركزًا إقليميًا يمكّنها من تعزيز البنية التحتية لقطاعات البتروكيماويات والتكرير والتصدير؛ إذ لدينا قدرة على تصدير 12 مليون طن سنويًا من الغاز، وتبلغ قدرة تكرير الغاز لدينا نحو 40 مليون طن، ونمتلك نحو 10 مجمعات في قطاع البتروكيماويات".
وأضاف وزير البترول المصري: "بالنظر إلى الوضع في مصر، نعمل على الاستفادة من موقع البلاد لإطلاق العنان لاحتياطيات الغاز، ليس فقط في مصر، بل في منطقة البحر المتوسط، لكي نتمكن من توفير الإمكانات لمرافق التصدير إلى أوروبا والغرب، وفي الوقت نفسه استعماله في قطاع البتروكيماويات".
الطلب على الوقود الأحفوري مستمر
من جانبه، قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري: "كان الوضع العالمي للطاقة قبل 40 عامًا مختلفًا تمامًا عن الوضع اليوم، ومن المرجّح أن يكون مختلفًا تمامًا بعد 10-20 عامًا من الآن".
وأضاف أن "الهند هي إحدى الدول التي انخفض فيها سعر الطاقة في العامين إلى الـ3 أعوام الماضية"، متطرقًا إلى ما أسماه "المعضلة الثلاثية" المتمثلة في التوافر، والقدرة على تحمّل التكاليف، والاستدامة.
وشدد الوزير الهندي، خلال مشاركته في الجلسة الوزارية الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2024، على أهمية الحفاظ على مصادر الطاقة التقليدية مع تسريع الانتقال إلى بدائل أنظف، وخاصةً بالنسبة للدول النامية.
وأشار بوري إلى أن الصدمات العالمية سرّعت التحول في مجال الطاقة، مضيفًا أن تسريع استعمال الطاقة النظيفة والوقود الأحفوري التقليدي سيكون ضروريًا "للعقدين المقبلين، إن لم يكن لمدّة أطول، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال بوري: "يجب أن نتأكد أن جميع أشكال الطاقة متوفرة للمستهلكين، لأن هذا أمر أساس يتعين على الجميع مواجهته".
أزمة نقص استثمارات النفط والغاز
في السياق ذاته، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن العالم سيحتاج إلى "كل مصدر للطاقة" لتلبية الطلب من الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، مضيفًا أن نقص الاستثمار في قطاع النفط والغاز بحاجة إلى معالجة.
وأوضح المزروعي أن بلاده تواصل الاستثمارات في قطاعَي النفط والغاز، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2024: "نحن ملتزمون بالاستثمار في صنع المزيد من الموارد في المستقبل لضمان حصول العالم على موارد كافية من النفط والغاز".
وشدد الوزير على أهمية تنويع مصادر الطاقة لدعم النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى اهتمام الإمارات بإجراء المزيد من التحسينات، بما يظهر للعالم خطوة أولية للاستدامة .
دور الصناعة في أمن الطاقة
من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الدكتور سلطان الجابر، خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر أديبك 2024، إن "دور صناعتنا في توفير أمن الطاقة المستدامة أصبح أكثر أهمية من أيّ وقت مضى".
وتابع: "نحن بحاجة إلى المزيد من الطاقة، ونحتاج إلى توفير المزيد من الطاقة مع انبعاثات أقل لعدد أكبر من الناس أكثر من أيّ وقت مضى".
وأكد الجابر، الذي يشغل أيضًا منصب العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، أن العالم يواجه "فجر عصر جديد" تحدده 3 اتجاهات كبرى، تتمثل في نهوض دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة، وتحول أنظمة الطاقة، والنمو الهائل للذكاء الاصطناعي.
وقال، إنه بحلول عام 2050، سينمو عدد سكان العالم بمقدار 1.7 مليار نسمة، معظمهم في دول الجنوب العالمي، ونتيجة لذلك يجب أن "تتحول أسواق الطاقة وتنمو"، بحسب بيان صحفي.
وأضاف: "ستنمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية 7 مرات، والغاز الطبيعي المسال بنسبة 65%.. وسيستمر استعمال النفط بوصفه مصدرًا للوقود ومادة أساسية لصناعة العديد من المنتجات الضرورية والحيوية".
كما أوضح أنه "مع تزايد المناطق الحضرية في العالم، سيتضاعف الطلب على الكهرباء. وإضافة إلى هذا الطلب يأتي الذكاء الاصطناعي.. ولديه القدرة على تسريع تحويل أنظمة الطاقة وتعزيز النمو منخفض الكربون".
وتابع: "لكن النمو الهائل للذكاء الاصطناعي يخلق أيضًا زيادة في الطلب على الطاقة لم يتوقعها أحد قبل 18 شهرًا، أي عند انطلاق خدمة ChatGPT"، موضحًا أن كثافة استهلاك الطاقة الناتجة من إدخال أمر واحد إلى ChatGPT تعادل 10 أضعاف مثيلتها عند إجراء عملية بحث عبر "غوغل".
ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، شدد الدكتور الجابر على أنه "لن يكون هناك مصدر واحد للطاقة كافيًا لتلبية هذا الطلب.. إننا بحاجة إلى دمج الطاقة المتجددة والطاقة النووية والغاز بأكثر الطرق كفاءة من حيث التكلفة والكربون".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
أخبار متعلقة :