قيادي جزائري: تحررنا من الاستعمار بدعم مغربي.. وسلاح شنقريحة يتجاهل غزة

0 تعليق ارسل طباعة

وجّه علي بلحاج، القيادي الإسلامي الجزائري ونائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، الموجود تحت الإقامة الجبرية في الجزائر، انتقادات لاذعة إلى نظام بلاده إثر عسكرة احتفالات الذكرى السبعين لثورة التحرير، معتبرا أن “هذه الاحتفالات لم تكن شعبية؛ بل كانت احتفال فئة عسكرية حاكمة لا أكثر ولا أقل”.

وأضاف بلحاج، بمناسبة حلوله ضيفا على قناة “المغاربية” الفضائية التي تبث من لندن: “أتذكر عندما كنت صغيرا، كان هناك حس شعبي، إذ كانت جميع العائلات، وبشكل تلقائي، تعلق الأعلام الجزائرية في الشرفات والنوافذ، وكانت الأمور عفوية وتلقائية… لكن مع مرور السنوات، استحوذت المؤسسة العسكرية على القرار السياسي وأصبحت وصية على الشعب واحتكرت هذه الاحتفالات لنفسها”.

وأكد القيادي الإسلامي الجزائري أن النظام يحاول تمرير رسالة من خلال استعراض القدرات العسكرية للجيش خلال هذه الاحتفالات مفادها أن “الجيش هو صاحب الحكم في الجزائر، والدليل هو أن عبد المجيد تبون لم يكن شيئا خلال هذه الاحتفالات؛ بل كان يساير السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش، الذي كان هو “الباطرون” وصاحب الكلمة؛ بينما كان تبون مجرد واجهة لا أكثر”.

وفي تفاعله مع التناول الإعلامي الرسمي لهذه الاحتفالات، قال القيادي ذاته إنه “لا يمكن تصديق ما تنشره القنوات الرسمية الممولة من أموال الشعب الجزائري ولا القنوات الخاضعة التي لا تملك من أمرها شيئا”، مشددا على أن “هذه القنوات الرسمية هي في حد ذاتها مُستعمرة من طرف المخابرات العسكرية، التي توجه خطها التحريري بطريقة تُظهر الجيش وكأنه هو الذي أسس الجزائر وصاحب الأمجاد فيها”.

وأشار بلحاج إلى أن “الطغمة العسكرية المافياوية المخابراتية الحاكمة في الجزائر سرقت ثورة الجزائريين واستولت على رئاسة الجمهورية والقنوات الإعلامية والقضاء… ويجب تحرير الجيش والإعلام والشعب من العصابة الحاكمة في البلد”.

وأضاف أن حضور عدد قليل فقط من رؤساء الدول خلال احتفالات الذكرى السبعين لثورة التحرير، رغم الدعوات الموجهة لعدد من الملوك والرؤساء والوزراء، هو أمر يجب الانتباه إليه.

وأوضح نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ أن “القضية الجزائرية تحتاج اليوم إلى حل سياسي يتوج بعفو شامل، حيث إن عدم إطلاق سراح عدد من المعتقلين في السجون يعود إلى أن السلطة ليست بيد السياسي، وتبون نفسه لا يستطيع السير في اتجاه مسار سياسي لأن العسكر هو من نصبه”.

ولفت إلى أن “النواة العسكرية المخابراتية التي تحكم البلاد وتتحكم في دواليب الدولة تبحث عن الشرعية لنفسها بعد ضربة المقاطعة التي تلقتها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث إن النظام الجزائري يحاول اليوم استبدال الشرعية الشعبية بشرعية مضخمة عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية”. واعتبر في الوقت ذاته أن “الطريق ما زال طويلا أمام الشعب الجزائري ليسترد سيادته، حيث إن تحرير الأرض وحده لا يكفي إن لم نحرر الإنسان ونمنحه حقوقه كاملة، وكانت ذكرى ثورة التحرير فرصة لتحقيق ذلك، لكنها للأسف ضاعت مثل غيرها من الفرص”.

وحول ما وصفه الإعلام الجزائري بـ”الاستعراض العسكري الضخم” الذي أُجري على هامش هذه الاحتفالات، قال القيادي الإسلامي المعارض إنه “في الوقت الذي كان فيه الجيش الوطني الشعبي يعرض أسلحته، كان الفلسطينيون يتعرضون للقصف في غزة… وكان الأجدر أن تصل هذه الأسلحة إلى غزة وتل أبيب، والمفترض أن تكون الجزائر في مقدمة الدول الإسلامية المدافعة عن فلسطين”.

وأضاف: “أوكرانيا يساعدها الغرب في حربها ضد روسيا، وإسرائيل تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية؛ بل إن الجزائر نفسها لم تكن لتتحرر من الاستعمار لولا دعم المغرب ومصر وتونس بالسلاح. فكيف تبخل، الآن، على الفلسطينيين بهذا السلاح؟”، معبرا عن مخاوفه من أن “يتحول الجيش الوطني الشعبي إلى حارس للمصالح الروسية أو الأمريكية أو الأوروبية”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق