أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال مؤتمر أديبك 2024، خططها لاستثمار نحو 200 مليار درهم (54.5 مليار دولار)، لتلبية الطلب المستدام على الطاقة خلال السنوات الـ6 المقبلة.
وبحسب تصريحات وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، فإن هذه الخطوة تستهدف إزالة الكربون من اقتصاد الدولة الخليجية، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ولفت المزروعي، خلال فعاليات معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول "أديبك 2024" إلى أن جهود الإمارات في تنويع مزيج الطاقة، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، تتماشى مع جهودها الرامية إلى خفض كثافة الكربون في عمليات النفط والغاز.
يشار إلى أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق هدف خفض كثافة الكربون في عمليات النفط والغاز لديها، بنسبة تصل إلى نحو 25% إضافية، على مدى العقد المقبل، وصولًا إلى عام 2035، ضمن جهودها لتحقيق الحياد الكربوني.
الطلب المستدام على الطاقة في الإمارات
قال وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي، إن تلبية الطلب المستدام على الطاقة في الإمارات تُعدّ هدفًا مهمًا للدولة التي تمثّل نموذجًا يُحتذى به في التحول الطموح والعملي إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وأضاف: "نواصل تلبية احتياجات الطاقة العالمية اليوم، في حين نستثمر بغزارة في نظم الطاقة النظيفة في المستقبل، ولدينا استثمارات كبيرة في الطاقة النظيفة قيد التشغيل وأخرى قيد التطوير"، وفق تصريحاته التي نشرتها وكالة "وام".
ولفت وزير الطاقة الإماراتي إلى أن وزارته يسعدها المشاركة في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2024" الذي يوفر منصة مثالية لأكبر منتجي الطاقة ومستهلكيها لإظهار التزامهم بخفض الانبعاثات، مع تحفيز الاستثمار في التقنيات الجديدة والطاقات النظيفة.
وأشار إلى أن مؤتمر أديبك 2024 يمثّل فرصة لتسليط الضوء على التحديات والاحتياجات المتنوعة لأسواق الطاقة المختلفة من جميع أنحاء العالم، كما أنه يخلق منبرًا عالميًا للحوار الموجّه نحو إيجاد الحلول.
وأكد سهيل المزروعي التزام بلاده بتلبية احتياجات العالم من الطاقة، والإسهام في التغلب على تحدّي ازدياد الطلب العالمي عليها، لذلك تستثمر محليًا وإقليميًا ودوليًا في أنظمة الطاقة النظيفة والمتجددة.
ومن ضمن هذه الجهود لتعزيز حلول الطاقة النظيفة والمتجددة خلال 2024، وفق المزروعي، فقد بدأت الإمارات تشغيل الوحدة الرابعة لمحطة براكة للطاقة النووية السلمية، بخلاف امتلاكها مشروعات طموحة لتسريع الانتقال في قطاع الطاقة.
الاستثمار في مختلف أشكال الطاقة
قال وزير الطاقة سهيل المزروعي، إن الإمارات تدرك الحاجة إلى تعزيز الاستثمارات في مختلف أشكال الطاقة، وخاصة النظيفة والمتجددة، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، لذلك تتطلع قيادتها إلى المستقبل، وتلتزم بتوسعة استثماراتها في الطاقة البديلة، وبمواصلة تحسين القطاع لدعم الاستدامة.
ولفت، خلال جلسة وزارية بعنوان "قادة العالم الجدد وتحول الطاقة"، خلال مؤتمر أديبك 2024، إلى أنه في ظل التغيرات العالمية المتسارعة وزيادة الطلب العالمي المستقبلي على الطاقة "النفط"، أصبحت هناك حاجة أكثر من أيّ وقت لضخّ مزيد من الاستثمارات لتلبية هذا الطلب المتزايد.
وأضاف وزير الطاقة الإماراتي: "نحن محظوظون بقيادة حكيمة تستثمر في الطاقة، لا سيما النفط والغاز، وفق رؤية مستقبلية تستهدف مضاعفة الاستثمارات في القطاع إلى 3 أضعاف خلال السنوات المقبلة، بالتوازي مع الاعتماد أكثر على الطاقة النظيفة والمتجددة".
وأوضح أنه لضمان حصول الدول على طاقة آمنة ونظيفة وميسورة التكلفة، يجب تنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمن الطاقة، وتشجيع كفاءتها والحفاظ عليها، إضافة إلى ضمان ملاءمة التكاليف، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار.
أديبك 2024
تستضيف إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات معرض ومؤتمر أديبك 2024، الذي يُعقَد في المدة بين 4 و8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري 2024، تحت شعار "تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظّم في قطاع الطاقة".
ويشارك في فعاليات مؤتمر أديبك 2024 أكثر من 184 ألف مشارك من 164 دولة، وهو ما يجعله النسخة الكبرى في تاريخ المعرض حتى الآن، كما أنه يستضيف أكثر من 1800 متحدث، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني للمؤتمر.
ويتضمن المتحدثون أكثر من 40 وزيرًا من حول العالم، بالإضافة إلى نحو 200 من كبار المسؤولين التنفيذيين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما يشارك نحو 16 ألفًا و500 مندوب في أكثر من 370 جلسة من جلسات المؤتمر، إذ ستشكّل هذه المناقشات جزءًا من سلسلة مؤتمرات "أديبك" الـ10، بما في ذلك المؤتمر الإستراتيجي الرائد، إذ سينضم قادة أعمال وسياسيون عالميون إلى مبتكري الصناعة لرسم خريطة الطريق نحو انتقال واقعي ومسؤول ومنظّم للطاقة.
يشار إلى أن الدورة الحالية من مؤتمر أديبك 2024 تركّز على الترابط والتكامل الوثيق بين الطاقة والذكاء الاصطناعي لدفع عملية الانتقال في قطاع الطاقة، وتحقيق أثرًا عالميًا إيجابيًا.
في الوقت نفسه، يمثّل المعرض المصاحب لمؤتمر أديبك 2024 منصة مثالية لعالم الطاقة لإظهار حلوله المبتكرة، وإقامة الشراكات بين القطاعات اللازمة لتوفير الطاقة الآمنة والعادلة والمستدامة للجميع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق