إصدار 8000 إقامة مميزة خلال 2024.. خطوة تاريخية نحو الفرص الجديدة

في السنوات الأخيرة، سعت المملكة العربية السعودية إلى تعزيز دورها كمركز عالمي للابتكار والاستثمار، من خلال برامجها الاستراتيجية التي تهدف إلى جذب أفضل الكفاءات والمواهب العالمية. هذا الجهد يعكس التزامها بتحقيق أهداف رؤية 2030، حيث تم إصدار أكثر من 8000 إقامة مميزة خلال العام الماضي، مما يعزز التنمية الاقتصادية ويفتح آفاقاً جديدة للنمو.

الإقامة المميزة: بوابة لجذب الاستثمارات والكفاءات

تشكل الإقامة المميزة في السعودية خطوة حاسمة نحو تحويل البلاد إلى وجهة عالمية رائدة، حيث تم منح 8074 إقامة خلال عام 2024 لأفراد استوفوا الشروط المحددة في فئات متنوعة، بما في ذلك الكفاءات، المواهب، والمستثمرين. وفقاً لبرنامج التحول الوطني ضمن رؤية 2030، تم توزيع هذه الإقامات بشكل يعكس التركيز على تعزيز الاقتصاد الوطني، حيث حصل 5578 شخصاً على إقامة في فئة الكفاءات، و348 في فئة المواهب، و2148 في الفئات الأخرى. هذه الإقامات تأتي بعد دراسة دقيقة من قبل مركز الإقامة المميزة، لضمان تلبية المتطلبات اللازمة، مثل امتلاك جواز سفر ساري المفعول والفحص الطبي، بالإضافة إلى رسوم إدارية بسيطة.

تُعد هذه المبادرة، التي أطلقت عام 2019، جزءاً من استراتيجية شاملة لاستقطاب الخبرات العالمية في مجالات الإدارة، الصحة، العلوم، والتكنولوجيا. من خلالها، يتمكن حاملو الإقامة من الاستمتاع بمزايا واسعة، مثل الإقامة مع الأسرة دون مقابل مالي إضافي، امتلاك العقارات، وتأسيس مشاريع تجارية، بالإضافة إلى حرية التنقل دون الحاجة إلى تأشيرات. هذه المزايا ليست مجرد تسهيلات إدارية، بل هي أدوات لدعم الاقتصاد المحلي من خلال إنشاء فرص عمل، نقل المعرفة إلى الكوادر الوطنية، وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى.

في مطلع 2024، تم توسيع الخيارات ليشمل خمس فئات جديدة، ليصل إجمالي المنتجات إلى سبعة، بما في ذلك “كفاءة استثنائية” للمتخصصين في الإدارة والصحة، و”موهبة” للأفراد ذوي المهارات الثقافية والرياضية، و”مستثمر أعمال” للراغبين في الاستثمار في القطاعات الاقتصادية، و”رائد أعمال” للمبتكرين، و”مالك عقار” لأصحاب الاستثمارات العقارية. هذه الفئات صممت لتتناسب مع أهداف التنويع الاقتصادي، حيث أكدت الجهات المسؤولة أنها تعزز مكانة السعودية كمركز عالمي يحتضن أفضل العقول والاستثمارات.

من الأمثلة البارزة، حصل 2645 طبيباً وممارساً صحياً من 56 دولة على الإقامة ضمن فئة “كفاءة استثنائية”، مما يعزز القطاع الصحي ويساهم في تحسين الرعاية الصحية. كذلك، حصل 1238 مستثمراً دولياً على الإقامة ضمن فئة “مستثمر أعمال”، مما يعزز الاستثمارات الأجنبية ويفتح فرصاً في مجالات مثل التقنية المالية والذكاء الاصطناعي. في السياق نفسه، حصل 38 رائد أعمال من 14 جنسية على الإقامة، بينما بلغ عدد الكفاءات التقنية الذين حصلوا عليها 685، مع تركيز على مجالات مثل تقنيات الجيل الخامس، الحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة. هذه الجهود تؤكد على أولوية السعودية في بناء اقتصاد رقمي قوي، حيث تساهم هذه التخصصات في تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية، التعليم، والصناعات الرقمية.

يستمر مركز الإقامة المميزة في تلقي الطلبات عبر المنصة الإلكترونية، مع التأكيد على سرعة المعالجة للمتقدمين الذين يستوفون الشروط. هذا البرنامج ليس مجرد آلية إدارية، بل هو جزء من رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يجمع بين الاستقطاب الدولي والتطوير المحلي، مما يضمن مستقبلاً مزدهراً يعتمد على المعرفة والابتكار.

برنامج استقطاب المواهب العالمية

يعكس برنامج استقطاب المواهب العالمية في السعودية التزاماً واضحاً بتعزيز القدرات الاقتصادية، حيث يركز على جذب الأفراد ذوي الخبرات الفريدة للمساهمة في التنويع الاقتصادي. من خلال هذا البرنامج، يتم تمكين المستثمرين والكفاءات من الاندماج في المجتمع السعودي، مع الاستفادة من البيئة الاستثمارية الواعدة. على سبيل المثال، يساهم هذا في نقل المهارات الحديثة إلى الكوادر المحلية، مما يدعم نمو القطاعات الرقمية والابتكارية. بالإضافة إلى ذلك، يعزز البرنامج التبادل الثقافي والاقتصادي، مما يجعل السعودية نموذجاً للدول النامية في جذب الاستثمارات. هذا النهج الشامل يضمن أن يكون الاقتصاد السعودي أكثر تنافسية عالمياً، مع الاستمرار في بناء جسر بين الفرص المحلية والعالمية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *