ترمب يشترط إلغاء الرسوم الجمركية على الصين!

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثناء رحلته على متن الطائرة الرئاسية إلى روما، أنه لن يتخلى عن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلا في حال حصول الولايات المتحدة على تنازلات جوهرية. قال ترامب إن هذه الرسوم ستظل سارية ما لم تقدم بكين شيئًا يستحق التنازل، مضيفًا أن مثل هذه التفاوضات تنتهي دائمًا بالنجاح إذا تمت بجدية. هذا التصريح يعكس التوترات التجارية المستمرة بين البلدين، حيث أكد ترامب أن أي اتفاق يجب أن يفيد الاقتصاد الأمريكي بشكل ملموس.

ترامب وتحديات الرسوم الجمركية

في تفاصيل تصريحاته، أوضح ترامب أن التنازل الجوهري الذي يتوقعه يتمثل في فتح أسواق الصين أمام المنتجات والسلع الأمريكية. وفقًا لما ذكره، فإن هذا الانفتاح يعني السماح للشركات الأمريكية بالعمل بحرية في الصين، مما كان مطلبًا رئيسيًا في المفاوضات السابقة. قال إنه في الاتفاق التجاري الأول خلال فترة رئاسته، كانت هناك وعود من الصين بزيادة شراء المنتجات الزراعية الأمريكية، لكن تلك الوعود لم تتحقق بالكامل، خاصة مع تفاقم جائحة كوفيد-19 التي أثرت على التجارة العالمية. ومع ذلك، يرى ترامب أن مثل هذه الخطوات يمكن أن تكون مكسبًا كبيرًا للولايات المتحدة، حيث ستفتح أبوابًا جديدة للتصدير وتعزز الاقتصاد.

انفتاح بكين نحو التجارة

بالنسبة لما يمكن اعتباره “انفتاحًا”، يشير ترامب إلى أن الصين يجب أن تسمح بزيادة الوصول للشركات الأمريكية، مما يعادل في جوهره تحقيق توازن تجاري أكبر. هذا النهج يتعلق بتاريخ العلاقات التجارية بين البلدين، حيث كانت المفاوضات السابقة تقترب من اتفاق شامل لكنه تراجع في النهاية. على سبيل المثال، في الاتفاق التجاري الأول، تعهدت الصين بشراء كميات أكبر من المنتجات الأمريكية، لكن الجائحة حالت دون تنفيذ ذلك، مما أدى إلى تدهور التجارة العالمية. يرى ترامب أن مثل هذا الانفتاح لن يكون مجرد خطوة اقتصادية، بل سيكون فوزًا استراتيجيًا يعيد التوازن إلى العلاقات التجارية. وفي سياق ذلك، رفض ترامب الإفصاح عن أي اتصالات حديثة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكدًا أن أي تقدم مستقبلي يجب أن يعتمد على نتائج ملموسة.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن سياسة ترامب تجاه الصين كانت جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في التجارة العالمية. خلال فترة رئاسته، سعى إلى فرض ضوابط على السياسات التجارية الصينية، معتبرًا أنها غير عادلة تجاه المنتجين الأمريكيين. هذا النهج أدى إلى توقيع اتفاق تجاري أولي في عام 2020، الذي كان يهدف إلى زيادة الشراء من المنتجات الأمريكية، خاصة في القطاع الزراعي. ومع ذلك، فشلت الصين في تحقيق الأهداف المحددة بسبب الظروف الاقتصادية العالمية، مما جعل ترامب يصر على ضرورة الحصول على تعهدات أقوى في أي اتفاق جديد. في الختام، يؤكد ترامب أن الرسوم الجمركية ليست أداة عقابية فحسب، بل هي آلية لضمان مصالح الولايات المتحدة، وأي تخفيف لها يجب أن يأتي مقابل فوائد حقيقية تتجاوز الوعود السطحية. هذا التصريح يعكس الاستمرارية في السياسات التجارية الأمريكية، حيث يرى العديد من الخبراء أن مثل هذه المنازعات ستظل جزءًا من المنافسة الدولية في المستقبل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *