رؤية 2030 تحقق تقدماً: مشاركة النساء في سوق العمل ترتفع إلى 36% بنهاية 2024
تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا شاملاً في مختلف المجالات، حيث يبرز دور المرأة في مواقع القيادة كمحرك أساسي للتقدم. هذا التحول يعكس الجهود المبذولة لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر من خلال برامج و استراتيجيات وطنية متكاملة.
رؤية المملكة 2030: الركيزة للتغيير النوعي
تسعى رؤية المملكة 2030 إلى رسم مستقبل أكثر إشراقًا، مدعومة بتوجيهات قيادة الحرمين الشريفين، حيث تُؤكد على استغلال مكامن القوة الوطنية لتحقيق النجاح. كما أنها تُذكرنا بقول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: “دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة”. هذه الرؤية تعزز التكامل بين الثقافة والابتكار، مع الالتفات إلى التغيرات العالمية السريعة، مما يفتح آفاقًا واسعة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء.
خطة التنمية الوطنية: مراحل التنفيذ والإنجاز
تم تصميم رؤية المملكة 2030 لتنفيذها عبر ثلاث مراحل رئيسية، كل منها يمتد لخمس سنوات ويبنى على نجاحات السابقة. في المرحلة الأولى، ركزت الجهود على إرساء أسس التحول من خلال إصلاحات هيكلية واقتصادية ومالية واجتماعية شاملة. أما المرحلة الثانية، فقد ركزت على دفع عجلة الإنجاز وزيادة الفائدة من القطاعات ذات الأولوية، مثل تعزيز الابتكار والاقتصاد الرقمي. أما المرحلة الثالثة، فهي تهدف إلى تعزيز استدامة التحول واستثمار الفرص الجديدة للنمو، مما يضمن تحقيق أهداف مستدامة على المدى الطويل.
في هذا السياق، يأتي تعزيز دور المرأة كعنصر أساسي في هذه الرؤية. فقد بلغت نسبة النساء السعوديات في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 43.8%، مع ارتفاع مشاركتهن في سوق العمل إلى 36% بنهاية عام 2024، مقارنة بـ17% في عام 2017. هذه الإنجازات تُعكس التزام المملكة بتعزيز المساواة والفرص المتكافئة، مما يدعم بناء مجتمع أكثر عدالة وازدهارًا. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الرؤية في تعزيز الابتكار والتعليم، حيث تركز على تطوير المهارات اللازمة للجيل الشاب، مما يعزز من قدرة البلاد على المنافسة عالميًا.
علاوة على ذلك، تعمل رؤية 2030 على تحسين جودة الحياة من خلال مشاريع تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى دعم السياحة والثقافة كمحركات اقتصادية. هذه الجهود تجسد التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتم دمج الابتكار التكنولوجي مع الحفاظ على التراث الثقافي. من خلال هذه الخطوات، تتجه المملكة نحو مستقبل يعتمد على الشباب والمرأة كقوى دافعة، مما يضمن استمرارية التقدم وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية طموحة. إن هذا النهج الشامل يجعل من رؤية 2030 نموذجًا يُحتذى به في المنطقة والعالم، حيث يركز على بناء أساس قوي للأجيال القادمة.