خطيب المسجد الحرام: الإيمان الصحيح يتسق مع العلم.. وآل الشيخ يحذر من ظلم العباد
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتعزيز التقوى وممارسة العبادة الصادقة، مع التركيز على طاعة الله وتجنب ما يغضبه. كما أكد على أهمية تهذيب النفوس ومعاملة الآخرين بالعدل، مستندًا إلى تعاليم القرآن الكريم التي تربط بين الإيمان والعمل الصالح.
أهمية الإيمان في بناء المجتمع
في خطبته، شدد الشيخ بن حميد على أن الإيمان والعبادة يشكلان ركيزتين أساسيتين لعمارة الأرض وإصلاحها، حيث يجعلان المسلم يسعى للنفع العام باستثمار ما يعود بالخير على البشرية. يقول إن الإيمان يرتبط بالعمل الصالح، كما في قوله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، مما يؤكد أن العلم يجب أن يرتبط بالخشية الإلهية ليمنع الانحراف. استعرض الشيخ أمثلة من القرآن عن أمم سابقة مثل قوم عاد، الذين بلغوا قمة القوة والعمران لكنهم انهزموا بسبب استكبارهم وابتعادهم عن الإيمان، كما في قوله تعالى: “إرم ذات العماد… فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق”. هذا يذكرنا بأن القوة الحقيقية تكمن في الارتباط بالوحي الإلهي، الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأن التقدم المادي وحده لا يضمن السعادة دون هداية دينية.
دور التقوى في تعزيز الاستقامة
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الشيخ أن التقوى تعمل كضابط للعقل والعلم، مما يمنع الفوضى والانهيار الاجتماعي. إن الربط بين الإيمان والأسباب المادية هو السبيل للقوة الحقيقية، كما في قوله تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”. من جانبه، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ من مخاطر الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين، مشددًا على أن حفظ الطاعات وحماية حقوق الخلق أمر أساسي للنجاة في الآخرة. استشهد بقوله تعالى: “واتقوا الله الذي إليه تحشرون”، وأكد أن الظلم يؤدي إلى خسارات كبيرة، كما في الحديث النبوي الشريف الذي يصف المفلس من يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة لكن محملًا بحقوق الناس. لذا، يجب على المسلمين المبادرة إلى أداء الحقوق وتجنب الظلم، فالإيمان الصحيح يعني الصدق، الإخلاص، والاستقامة في كل جوانب الحياة.
في الختام، يؤكد كلا الإمامين أن بناء المجتمع يعتمد على تغيير النفوس أولاً، كما في قوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. الإيمان ليس مجرد كلمات، بل هو قوة تُهدي العقل والعلم نحو الخير، وتضمن بقاء الإنسانية من خلال الالتزام بالقيم الإسلامية مثل التواضع، الكرم، والعدل. بهذا الارتباط، يمكن للأمم أن تتجاوز التحديات وتبني مستقبلًا مستقرًا، حيث يسود السلام وينتشر النفع للجميع. إن الاستمرار في هذا النهج يجعل الإيمان مصدرًا للقوة الدائمة، مما يحول الدروس التاريخية إلى دليل عملي للحاضر والمستقبل.