هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز توقع اتفاقية لإطلاق أول محمية ذكية في السعودية ودول الخليج

أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبد العزيز الملكية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الحياد الصفري للخدمات البيئية “نت زيرو”، لإطلاق مشروع يهدف إلى تحويل المحمية إلى نموذج ذكي يعتمد على التقنيات الحديثة. هذا التعاون يركز على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة النظم البيئية وتشجيع السياحة البيئية، بالإضافة إلى دعم الأبحاث العلمية، وذلك في خطى مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.

إطلاق أول محمية ذكية في المملكة

تأتي هذه الاتفاقية لتكون خطوةً بارزة نحو الابتكار البيئي، حيث تهدف إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في رقمنة عمليات التشجير وتتبع الفوائد البيئية بشكل مستمر. وقعت المذكرة في مقر الهيئة بالرياض بحضور المهندس ماهر بن عبدالله القثمي، رئيسها التنفيذي، والدكتور محمد بن عماد الشيخ، الشريك المؤسس في “نت زيرو”. سيشمل المشروع زراعة مليون شجرة على مدار خمس سنوات، باستخدام أنواع محلية مثل السدر والطلح والسلم، في مناطق محددة مثل الخفس وروضة نورة. ستتولى الهيئة تهيئة المواقع وضمان استدامة هذه الأشجار، مع إشراك المجتمع والزوار عبر منصة “نت زيرو” لمراقبة حالة الأشجار وتقييم تأثيرها البيئي والاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، سيتضمن المشروع تصميم شاشات تفاعلية للزوار، مما يسمح لهم باستكشاف المحمية وتعلم المزيد عن الأنواع النباتية المزروعة. هذا النهج لن يعزز السياحة البيئية فحسب، بل سيدعم أيضًا الدراسات العلمية المشتركة بين الطرفين، مع عرض نتائجها في المؤتمرات الدولية كأمثلة رائدة. يؤكد هذا التعاون التزام الهيئة بتعزيز التنمية المستدامة، حيث سيتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد أفضل المواقع للزراعة، مما يساهم في استعادة النظام البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي. كما سيتم إشراك المتطوعين والزوار في هذه الأنشطة، لتحقيق أثر إيجابي على البيئة والمجتمع.

تطوير المناطق المحمية الذكية

يُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060، من خلال زيادة الغطاء النباتي وخفض الانبعاثات الكربونية. أكد الدكتور محمد الشيخ أن “نت زيرو” ستعمل على رقمنة الأشجار الموجودة مسبقًا وتحويلها إلى أشجار ذكية، مع خطة لزراعة الملايين من الأشجار في مواقع متنوعة بناءً على الجاهزية. هذه التقنيات ستساعد في حساب الأثر البيئي بدقة، مما يعزز من دور القطاع الخاص في دعم المبادرات الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم هذه الشراكة في توثيق وإدارة الأصول الطبيعية داخل المحمية، مع تحسين جودة الهواء ودعم مكافحة التغير المناخي. يُشكل هذا التعاون نموذجًا مبتكرًا يجمع بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على البيئة، مما يعزز من مستهدفات التنمية المستدامة على المستوى الوطني والإقليمي. بشكل عام، يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مجال الحماية البيئية، حيث يجمع بين الجهود الرسمية والابتكارات التقنية لتحقيق فوائد طويلة الأمد للمجتمع والكوكب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *