نظام غذائي يقوي صحة الدماغ ويواجه خطر الخرف

مع تزايد انتشار الخرف عالميًا، يواجه الملايين تحديات يومية في الحفاظ على صحة الدماغ. يُقدر أن أكثر من 55 مليون شخص يعانون من هذا الاضطراب، مما يجعل من التغذية أداة أساسية لتعزيز الوظائف الإدراكية ومنع التدهور. يركز الخبراء على أن اختيار الأطعمة المناسبة يمكن أن يحسن جودة الحياة ويؤخر ظهور الأعراض، مستندين إلى أبحاث حديثة تبرز دور النظام الغذائي في حماية الخلايا العصبية.

نظام غذائي لمكافحة الخرف

يؤكد الخبراء أن اتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالخرف. على سبيل المثال، يجمع نظام MIND Diet بين عناصر حمية البحر الأبيض المتوسط ونظام DASH، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 50% عند الالتزام به بانتظام. هذا النظام يركز على تعزيز الغذاء الغني بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3، التي تحمي خلايا الدماغ وتبطئ تراكم لويحات الأميلويد. دراسات طويلة الأمد، شملت آلاف الأفراد، أظهرت أن هذه العناصر الغذائية تعمل على تعزيز الذاكرة وتقليل الالتهابات، مما يدعم الصحة العقلية بشكل عام.

وقاية من التدهور المعرفي

في هذا السياق، يشمل النظام الغذائي المثالي لمرضى الخرف مجموعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية. على سبيل المثال، الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ والكرنب يجب تناولها بنحو ست حصص أسبوعية، حيث توفر فيتامين K وحمض الفوليك اللذان يعززان الوظائف الإدراكية. كما يُوصى بتناول حصتين أسبوعيتين من التوتيات مثل التوت الأزرق أو الفراولة، نظرًا لأن الفلافونويدات فيها تحسن الذاكرة قصيرة المدى. أما الأسماك الدهنية مثل السلمون أو السردين، فهي ضرورية بحصة أسبوعية لتوفير أحماض أوميغا-3 التي تقلل الالتهابات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتناول خمس حصص أسبوعية من المكسرات مثل الجوز أو اللوز، لاحتوائها على فيتامين E الذي يحمي الخلايا العصبية. كما يُعتبر زيت الزيتون مصدرًا أساسيًا للدهون الأحادية غير المشبعة، التي تدعم الترابط العصبي، بينما الحبوب الكاملة مثل الكينوا أو الشوفان يجب أن تكون جزءًا من ثلاث حصص يومية لتثبيت مستويات السكر في الدم.

من جانب آخر، يُحذر المتخصصون من بعض الأطعمة التي قد تسرع التدهور المعرفي، مثل اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والسكريات، حيث تزيد من الالتهابات. يُوصى بتقليلها إلى حصة واحدة أسبوعية كحد أقصى. كما يجب تخصيص النظام الغذائي حسب احتياجات كل فرد، مع مراعاة الحالات المصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. وفي النهاية، يُشدد على أهمية جعل الوجبات سهلة التحضير وممتعة لتشجيع الالتزام بها، مما يساهم في تحقيق فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. بهذه الطريقة، يمكن للتغذية أن تكون حارسًا فعالًا ضد الخرف، مما يعزز الحياة اليومية ويمنح الأمل في مستقبل أفضل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *