عودة سوريا إلى خريطة السفر العالمي

في خطوة مهمة تجاه إعادة الاتصال بين سورية والعالم، أعلنت شركة دان إير الرومانية عن بدء عمليات رحلاتها الجوية المنتظمة إلى دمشق. هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في السفر الجوي، حيث تصبح الشركة الأولى من دول الاتحاد الأوروبي في تقديم مثل هذه الخدمات بعد التغييرات السياسية الأخيرة في البلاد.

رحلات جوية جديدة إلى دمشق

ستبدأ شركة دان إير في تشغيل رحلاتها المنتظمة إلى مطار دمشق الدولي بدءًا من يوم 15 يونيو المقبل. هذه الرحلات ستنطلق من مدن رئيسية في أوروبا، بما في ذلك بوخارست عاصمة رومانيا، وفرانكفورت في ألمانيا، وبرلين، بالإضافة إلى ستوكهولم في السويد. هذا التوسع يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الروابط الجوية بين الدول، مستندة إلى اتفاقيات ثنائية بين رومانيا وسورية. كما حصلت الشركة على ترخيص رسمي من وزارة النقل الرومانية في نهاية مارس الماضي، والذي حظي بموافقة السلطات السورية في نهاية أبريل. يؤكد هذا التحرك على الأهمية الاستراتيجية لإعادة فتح الممرات الجوية كجسر للتجارة والتواصل الثقافي.

أكد الرئيس التنفيذي لشركة دان إير، مات إيان ديفيد، أن القرار جاء بناءً على قناعة راسخة بأن الطيران يجب أن يعزز الوصلات بين الشعوب بدلاً من عزلهم. يرى ديفيد أن سورية تمثل وجهة حيوية بحاجة ماسة للتواصل مع العالم، وقد تعهدت الشركة بتلبية هذه الحاجة بكفاءة واحترافية عالية. يشير إلى التاريخ المشترك بين رومانيا وسورية، الذي يجمع بين الشعبين من خلال روابط ثقافية وتجارية عميقة، مما يدعم هذه الخطوة كفرصة لتعزيز التعاون المتبادل.

في السياق نفسه، يذكر أن أول رحلة جوية واردة إلى دمشق بعد الأحداث الأخيرة كانت في 7 يناير الماضي، والتي أدارتها الخطوط الجوية القطرية بعد توقف دام 13 عامًا. سرعان ما تبعت ذلك خطوط أخرى، مثل الخطوط الجوية التركية والملكية الأردنية، التي بدأت في تشغيل رحلات منتظمة من وإلى دمشق. هذه التطورات تشير إلى استئناف كامل للنقل الجوي مع سورية، مما يعزز من وصول السياح والمستثمرين، ويساهم في إعادة بناء الاقتصاد المحلي. مع زيادة عدد الرحلات، من المتوقع أن تشهد دمشق ازدهارًا في قطاع السياحة، حيث تبرز تنوعها الثقافي والتاريخي كوجهة جذابة للسفراء والمغامرين. كما أن هذا الاتصال الجديد يفتح أبوابًا للتعاون الاقتصادي، خاصة في مجالات مثل الزراعة والصناعة، حيث يمكن لرومانيا وشركائها الأوروبيين دعم الجهود السورية في التعافي.

استئناف الرعاية الجوية مع سورية

يعكس استئناف الرحلات الجوية إلى دمشق بواسطة شركة دان إير جهدًا أوسع لإعادة دمج سورية في شبكة النقل الدولية. هذه الخطوة ليست مجرد إضافة جديدة في خريطة الرحلات، بل تمثل رمزًا للأمل في استعادة الاستقرار وتعزيز الروابط بين أوروبا والشرق الأوسط. مع استمرار الجهود لتعزيز السلام في المنطقة، يلعب الطيران دورًا حاسمًا في تسهيل الحركة البشرية والسلعية، مما يساعد في إحياء التبادلات الاقتصادية والثقافية. على سبيل المثال، من المتوقع أن تزيد هذه الرحلات من حركة السياحة، حيث يتاح للمسافرين استكشاف التراث الغني لدمشق، مثل أسواقها التقليدية ومعالمها التاريخية. كما أنها توفر فرصًا للشركات في استكشاف فرص استثمارية جديدة، مما يعزز النمو الاقتصادي المشترك. في نهاية المطاف، يُعتبر هذا التطور دليلاً على أن التعاون الدولي يمكن أن يساهم في بناء مستقبل أفضل لجميع الأطراف المعنية، مع التركيز على المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل.