رئيس وزراء الهند يمدح ولي العهد: انطباع عميق في كل لقاء!

أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أن العلاقات بين البلدين تتمتع بجذور تاريخية عميقة، مع الإشادة بدور السعودية كصديق موثوق وحليف استراتيجي. وأبرز مودي أن هذه العلاقات تعززها الروابط الحضارية التي تراكمت عبر العصور، مشدداً على أهمية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية عام 2019 كخطوة بارزة في تعزيز التعاون. كما أعرب عن تفاؤله بأن الاتفاق المرتقب حول معاهدة الاستثمار الثنائي سيحفز نمواً إضافياً في التجارة بين الهند والسعودية، رغم التحديات العالمية التي تشكك في الثقة بين الدول.

علاقات هندية سعودية متجذرة

في سياق تعزيز الروابط الثنائية، أكد مودي أن الشراكة بين الهند والسعودية تتجاوز الجوانب الاقتصادية لتشمل التعاون في مجالات متعددة. أشار إلى أن الشعب الهندي المقيم في المملكة يكن احتراماً كبيراً للأمير محمد بن سلمان، الذي يُعتبر رمزاً للرؤية الثاقبة والتفكير الاستشرافي. ووصف مودي العلاقة الشخصية بين القادة بأنها عاملاً حاسماً في تعزيز التعاون، حيث يدعم ولي العهد الجالية الهندية بقوة، مما يعكس الاستقرار والثقة المتبادلة. كما أبرز أن التعاون الاقتصادي يعود إلى جذور تاريخية قديمة، حيث تلعب السعودية دوراً رائداً في توفير الطاقة للهند، بينما تساهم الأخيرة في ضمان الأمن الغذائي للمملكة. وأضاف أن هناك تكاملاً واضحاً بين رؤية السعودية 2030 ورؤية الهند 2047، خاصة مع اتفاقية التجارة الحرة المقترحة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي ستحدث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية.

شراكة استراتيجية بين الهند والسعودية

يمتد التعاون بين الهند والسعودية إلى مجالات أخرى حيوية، حيث أكد مودي أن السعودية تمثل قوة إيجابية في تعزيز الاستقرار الإقليمي. في مجال الطاقة، يُعد التعاون مشتركاً وقوياً، مع دراسات جدوى لمشاريع مثل مصافي النفط والبتروكيماويات، بالإضافة إلى ربط شبكات الكهرباء ضمن مبادرة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. هذه المبادرة، التي أُطلقت عام 2023، تهدف إلى تعزيز الترابط المادي والرقمي، وتطوير سلاسل توريد موثوقة، مما يجعلها “طريق الحرير الجديد” للقرن الحادي والعشرين. كما أبرز مودي التقدم في التعاون الأمني، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأمن السيبراني، مع فتح باب الشراكات في الصناعات الدفاعية. أشار إلى أن الهند أصبحت قوة صناعية متقدمة، قادرة على تصنيع ذخائر وأسلحة وطائرات مسيرة وغواصات، وهي جاهزة للشراكات مع السعودية، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة. وفي الجانب الاقتصادي، دعا مودي الشركات السعودية للاستفادة من الفرص في الهند في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة والرعاية الصحية. كما هنأ السعودية على استضافة إكسبو 2030 وكأس العالم 2034، معتبراً ذلك دليلاً على القيادة الرشيدة، وأكد أن هذه الفعاليات ستفتح أبواباً للشركات الهندية للمساهمة في مشاريع عملاقة ضمن رؤية السعودية 2030. في الختام، عبر مودي عن امتنانه للقيادة السعودية على دعم الجالية الهندية، التي تجاوز عددها 2.7 مليون نسمة، وأشاد بدورهم في تعزيز النمو الاقتصادي للمملكة، مما يعكس الروابط الإنسانية القوية بين البلدين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *