البطن المنتفخ أو الكرش.. علامة حمراء لمشاكل صحية خطيرة كيف تحمى نفسك؟

البطن المنتفخ أو الكرش.. علامة حمراء لمشاكل صحية خطيرة كيف تحمى نفسك؟

لا يقتصر الكرش على مظهرك بل هو أكثر خطورة من مجرد مشكلة تجميلية، ووفقًا لخبراء التغذية، يُعد الكرش علامة واضحة على خطر صحي أعمق بكثير، يؤثر على القلب والكبد والهرمونات وحتى الصحة النفسية، والأسوأ من ذلك أنه يتسلل تدريجيًا، وغالبًا ما يبدأ في سن المراهقة، لذلك يجب أن نكون على دراية بأسباب الكرش أو انتفاخ البطن ولماذا هو خطير؟ وكيف يمكنك معالجته قبل أن يتحول إلى خطر صحي شامل، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.

يُعرف أطباء الجهاز الهضمى البطن الممتلئ بأنه تراكم للدهون في منطقة البطن، وخاصةً النوع الخطير المسمى بالدهون الحشوية، حيث تلتف هذه الدهون حول أعضائك الداخلية وتُؤثر سلبًا على وظائف جسمك، فهى ليست مجرد وزن زائد بل إنها علامة تحذير صحية مرتبطة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر من النوع الثاني وخلل شحميات الدم ومرض الكبد الدهني.

كما يمكن أن تتفاقم مشاكل البطن المنتفخ “الكرش” إلى حالات خطيرة مثل النوبات القلبية وفشل الكبد وحتى السرطان، وعلى الرغم من أن دهون البطن تُرى عادةً في مرحلة البلوغ، إلا أن جذورها غالبًا ما تبدأ في مرحلة المراهقة، بسبب تناول الوجبات الخفيفة المُصنعة، وقضاء وقت طويل أمام الشاشات، وعدم ممارسة الرياضة، وكل هذه العوامل تمهد الطريق أمام جسمك لتجمع الدهون خاصة حول البطن.

التوتر والنوم ودهون البطن الثلاثي السام
 

يقول الأطباء إن التوتر والحرمان من النوم هما السببان الرئيسيان وراء زيادة محيط الخصر، فعندما تشعر بالتوتر، يُفرز جسمك الكورتيزول وهو هرمون يُفترض أن يُساعد على حرق الدهون على دفعات قصيرة، ولكن التوتر المزمن يُبقي مستويات الكورتيزول مرتفعة، مما يُحفز جسمك على تخزين الدهون حول البطن مباشرةً، وإذا أضفت قلة النوم إلى هذه الحالة، فستكون النتيجة كارثية، إذ تُفرط في تناول الطعام (وخاصةً الوجبات السريعة)، ويتباطأ معدل الأيض لديك، ويؤدي اختلال التوازن الهرموني إلى تخزين المزيد من الدهون، لذلك إذا كنت تسهر طوال الليل أو تشعر بالتوتر والتعب باستمرار، فإن بطنك هو من يدفع الثمن.

لماذا تتجه الدهون مباشرة إلى معدتك؟

الأمر مرتبط بالهرمونات والشيخوخة، ومع التقدم في السن، يتباطأ معدل الأيض لدينا وهو أمر طبيعي، ونحرق سعرات حرارية أقل حتى أثناء الراحة، هذا وحده كافٍ لزيادة تدريجية في الدهون، حيث تحتوى خلايا دهون البطن على مستقبلات أكثر للكورتيزول، مما يجعل بطنك بؤرة رئيسية لزيادة الوزن المرتبط بالتوتر، أضف إلى ذلك انخفاض كتلة العضلات المرتبط بالعمر، وستجد نفسك أمام حالة تبدأ فيها الدهون بالتراكم، وخاصةً في منطقة البطن.

كما أن اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات يُفاقم مقاومة الأنسولين، وهذا يُسهل تحويل السكر إلى دهون، التي تفضل أن تخزن فى البطن، فالنظام الغذائي هو العامل الحاسم في تغيير اللعبة، لذلك فإن التخلص من دهون البطن يبدأ بتناول الطعام بوعي والتحكم في السعرات الحرارية.

يمكن اختيار الخضراوات والفاكهة مثل التوت الغني بالألياف والدهون الصحية احصل عليها من المكسرات الأسماك الغنية بأوميجا 3، وكذلك الكربوهيدرات المعقدة، كما يجب أن تتجنب الحلويات، والأطعمة المقلية، والمشروبات الغازية، وأي شيء مُصنع للغاية، فهذه المكونات أفضل أصدقاء لدهون البطن، وهي أيضًا أسوأ أعدائك، لذلك حاول أن تشرب الكثير من الماء، وحافظ على نشاطك، والنوم جيدًا.

المخاطر الصحية التي يجب معرفتها

ترتبط دهون البطن بأمراض خطيرة تتجاوز السكر وأمراض القلب، حيث تزيد دهون البطن من المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم، وترفع ضغط الدم والكوليسترول، وتؤثر على وظيفة الأنسولين، وتُفاقم مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وتزيد من خطر الإصابة بسرطانات مثل سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والثدي، وتؤدي إلى حالات مثل انقطاع النفس أثناء النوم، ومشاكل هرمونية، واضطرابات في الصحة النفسية، كما أن هذا النوع من الدهون يُؤثر على الصحة العقلية، إذ يُضعف الثقة بالنفس، ويزيد من القلق.