رئيس الدولة يلتقي وزير الخارجية التركي لمناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

أبوظبي – اليوم الإلكتروني: في خطوة تعكس التزام دولته بالتعاون الدولي والحوار البناء مع الشركاء الإقليميين، عقد رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اجتماعًا هامًا مع وزير الخارجية التركي، السيد هيفلان شابوتاغلو، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب استعراض التطورات الأخيرة في المنطقة.

وفقًا لما أفاد به بيان صادر عن الديوان الرئاسي، جاء الاجتماع في أبوظبي، حيث رحب سموه بالضيف التركي، مؤكدًا على أن العلاقات بين الدولتين تمتد جذورها إلى عقود من الزمن، وتشمل مجالات متعددة مثل الاقتصاد، التجارة، الطاقة، والاستثمارات. وقال سموه في كلمة خلال الاجتماع: “نحن ملتزمون بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع تركيا، كونها دولة ذات وزن إقليمي يساهم في استقرار المنطقة وتعزيز التنمية المشتركة”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي أهمية هذه المحادثات في ظل التحديات الإقليمية الحالية، مشددًا على ضرورة توسيع التعاون الثنائي لمواجهة التحولات السريعة في الشرق الأوسط. وتناول الاجتماع عدة محاور رئيسية، منها:

تعزيز العلاقات الثنائية:

  • الجانب الاقتصادي: تم مناقشة إمكانات زيادة التجارة بين البلدين، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية في السنوات الأخيرة أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، مع الأمل في الوصول إلى مستويات أعلى من خلال اتفاقيات جديدة. كما تم التركيز على الاستثمارات التركية في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والتكنولوجيا، إذ أعرب الجانبان عن رغبتهما في تسهيل استثمارات مشتركة.
  • الشراكة الثقافية والأكاديمية: أبرز الاجتماع أهمية تبادل الزيارات الثقافية والتعليمية، بما في ذلك برامج التبادل الجامعي والتعاون في مجال التراث والسياحة، لتعزيز الروابط الشعبية بين الشعبين.
  • القضايا الأمنية: تم بحث سبل تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التهديدات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، مع الإشارة إلى الدور الإيجابي لتركيا في دعم الاستقرار الإقليمي.

التطورات الإقليمية:

كما شمل الاجتماع استعراض التطورات في المنطقة، وخاصة في سوريا، ليبيا، والأزمة الفلسطينية. ركز الجانبان على ضرورة حلول سياسية سلمية لهذه النزاعات، مع دعم الحوار بين الأطراف المعنية. قال وزير الخارجية التركي: “المنطقة تواجه تحديات كبيرة، ولا بد من تعزيز الجهود الجماعية لتحقيق السلام والاستقرار”. وأضاف سموه، رئيس الدولة، أن بلاده ملتزمة بالمبادئ الدولية ودعم الحلول الدبلوماسية لتجنب تصعيد التوترات.

في ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على متابعة هذه المحادثات من خلال لقاءات قادمة، وتشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة. يُعتبر هذا اللقاء دليلاً على التزام الدولتين بتعزيز أواصر التعاون، في ظل التحديات العالمية الحالية، مما يعكس أهمية الحوار كأداة رئيسية للتقدم.

هذا الاجتماع يأتي في سياق جهود دولية أوسع لتعزيز السلام الإقليمي، ويُعد خطوة إيجابية نحو بناء مستقبل أكثر استدامة للمنطقة ككل. ومن المتوقع أن يؤدي إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين، مما ينعكس إيجابًا على الشعوب المعنية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *