ميزانية ترامب لناسا تعيد تشكيل مهمة العودة إلى القمر.. اكتشف التفاصيل الرئيسية – خبرنا
إدارة ترامب تقترح تعديلات جذرية على برنامج أرتميس التابع لناسا، معتمدة على اقتراح ميزانية محدودة لعام 2026، والتي تهدف إلى إعادة ترتيب الجهود لإقامة وجود بشري مستدام على سطح القمر وبمحيطه بحلول نهاية العشرينيات. هذه الخطوات تأتي في سياق سعي الإدارة لتحقيق توازن بين التكاليف والطموحات، مع التركيز على جعل البرامج الفضائية أكثر كفاءة واقتصادية.
ميزانية ترامب لناسا: تحول في مهمة العودة إلى القمر
ستؤدي الميزانية المقترحة إلى إعادة هيكلة شاملة لبرنامج أرتميس، حيث تشمل خفض تمويل أنظمة الاستكشاف البشري القائمة بنحو 879 مليون دولار. هذا الاقتراح يتضمن التخلي التدريجي عن صاروخ نظام الإطلاق الفضائي (SLS) وكبسولة أوريون، اللذان يمثلان العمود الفقري الحالي للبرنامج، بعد إكمال رحلتين إضافيتين فقط. وفق الوثائق المتعلقة، تكلفة إطلاق SLS وحده تصل إلى 4 مليارات دولار لكل عملية، مما يزيد عن الميزانية المخططة بنسبة 140%. بدلاً من ذلك، يركز الاقتراح على استبدال هذه الأنظمة بتقنيات تجارية أكثر اقتصادية، لدعم البعثات القمرية المستقبلية والأكثر طموحًا.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إلغاء مشروع محطة جيت واي فورًا، وهي المحطة الفضائية الصغيرة المخصصة لدعم عمليات أرتميس في مدار القمر. هذه الخطوات تأتي كجزء من استراتيجية أوسع لتحسين الكفاءة، حيث من المتوقع أن تتولى شركات مثل سبيس إكس أو بلو أوريجين تطوير الحلول البديلة. على سبيل المثال، تعمل سبيس إكس على مركبتها ستارشيب، التي يمكنها نقل رواد الفضاء إلى مسافات بعيدة، بينما تعمل بلو أوريجين على صاروخ نيو جلين لدعم الرحلات القمرية المأهولة. هذه التحولات تهدف إلى تقليل التكاليف وتعزيز القدرات، مما يمكن ناسا من مواصلة تحقيق أهدافها في استكشاف الفضاء.
في السياق العملي، تم إطلاق نظام SLS وأوريون معًا لأول وأبرز مرة خلال رحلة أرتميس 1، التي استغرقت 25 يومًا وأرسلت كبسولة أوريون غير مأهولة إلى مدار قمري ثم عادت في أواخر عام 2022. الآن، مع اقتراح الميزانية الجديد، ستكون الرحلتان المقبلتان، إذا أقرهما الكونجرس، هما الختام لاستخدام هذا النظام. من المتوقع أن ترسل رحلة أرتميس 2، المخططة لربيع عام 2026، أربعة رواد فضاء حول القمر، بينما ستكون رحلة أرتميس 3 في عام 2027 هبوطًا مأهولًا بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، شريطة أن تسير الأمور وفق الخطة. هذه الرحلات ستعتمد على التقنيات الجديدة لضمان النجاح.
تعديلات على برنامج الاستكشاف القمري
تتوافق التخفيضات المقترحة مع أهداف إدارة ترامب في تعزيز السباق الفضائي، خاصة في المنافسة مع الصين للعودة إلى القمر ثم التوجه نحو المريخ. على سبيل المثال، ستتم تخصيص جزء من هذه الإصلاحات لتعزيز البرامج العلمية الأخرى في ناسا، مع الحفاظ على التركيز على الابتكار والكفاءة. هذا النهج يعني أن الاستثمارات المستقبلية ستركز على تطوير تقنيات تجارية مستدامة، مما يسمح بزيادة عدد المهمات دون زيادة التكاليف بشكل كبير. في الواقع، يمكن أن يؤدي هذا التحول إلى إنشاء نموذج جديد للاستكشاف الفضائي، حيث يتعاون القطاع الحكومي مع الشركات الخاصة لتحقيق إنجازات أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تساعد هذه التعديلات في تعزيز القدرات العلمية، مثل دراسة موارد القمر واستخدامها لدعم رحلات أبعد، مثل تلك الموجّهة نحو المريخ. مع ذلك، يجب أن تتضمن هذه الخطط ضمان سلامة الرواد وضمان الالتزام بالمواعيد، حيث أن أي تأخير قد يؤثر على المنافسة الدولية. في النهاية، يهدف هذا الاقتراح إلى جعل برنامج أرتميس نموذجًا للكفاءة، مما يعزز مكانة الولايات المتحدة كقائد في الفضاء. هذه الاستراتيجية لن تقتصر على القمر، بل ستمدد تأثيرها إلى مشاريع مستقبلية أكثر طموحًا، مما يضمن استمرارية التقدم في استكشاف الكون.