يتساءل الكثير هل يجوز تبديل الاحرام في الحج، والإحرام هو النية والدخول في النسك، سواء كان ذلك لحج أو عمرة، مقرونًا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقًا بين إحرام العمرة وإحرام الحج، حيث يشترط في إحرام العمرة أن يكون من خارج مكة، بينما يمكن الإحرام بالحج من مكة.
حكم تبديل الاحرام في الحج
حول هذا الموضوع أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز للمحرم تغيير ملابس إحرامه إذا اتسخت أو آذته، ولا يؤثر هذا التغيير على صحة الحج أو العمرة، وأضاف أن المحرم له الحرية في تغيير ملابس إحرامه في أي وقت شاء، سواء عند انتهاء العمرة أو في أي وقت خلال فترة الإحرام، بشرط أن تكون ملابس الإحرام الجديدة تتوافق مع شروط الإحرام.
تفاصيل ملابس الإحرام للرجل
أوضح الشيخ عويضة أن ملابس الإحرام للرجل تتكون من الإزار، الذي هو ثوب يُلف على وسط الحاج ويغطي ما بين سرته إلى ما دون ركبته، والرداء وهو الثوب الذي يغطي ما فوق سرته إلى كتفيه، مع استثناء الرأس والوجه، وأكد أن تغيير ملابس الإحرام لا يرتبط بوقت معين، ويمكن للمحرم أن يبدل ملابسه متى شاء، شرط أن تكون ملابس الإحرام الجديدة سليمة ومناسبة.
حكم ارتداء الملابس العادية في الحج
من جانبه، أشار الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إلى أن المحرم ممنوع من ارتداء المخيط (الملابس العادية) من الثياب، مشددًا على أن السنة لمن يريد الإحرام بالحج أو العمرة أن يلبس رداءين أبيضين، وأوضح أن الحكمة من ملابس الإحرام هي إضفاء الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى، كما تذكر الآخرة، وتحث على عدم الانشغال بالزخارف والمظاهر.
الحكمة من ارتداء الثياب البيضاء
وأوضح الدكتور عاشور أن الملابس الموحدة التي يرتديها الحجاج ترمز إلى وحدة المسلمين، وتؤكد على مساواتهم، لافتًا إلى أن هذا التوحيد في الزي يحول دون تمايز الأغنياء عن الفقراء، أو الحكام عن المحكومين.
محظورات الإحرام للرجال
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله سبحانه وتعالى أمر الحجاج بارتداء الثياب البيضاء في الحج، لأنها من أفضل الثياب، كما أن الله أراد أن يذكر عباده بلقائه ليحاسبهم عن كل ما بدر منهم، وأوضحت دار الإفتاء أن لبس الثياب البيضاء في الحج يشبه الكفن، مما يساعد الحاج على تهوين الدنيا في قلبه، ويجعل عظمة الله دائمًا أمام عينيه، مستحضراً ليوم الحساب.
محظورات الإحرام للنساء
أكدت دار الإفتاء أن المرأة في الحج ليست ملزمة بلبس لون معين، سواء كان الأسود أو الأبيض، وأنه يفضل أن ترتدي البياض، ولكنها ليست ملزمة بثياب بعينها كما هو الحال بالنسبة للرجل، وعليه يجب على المرأة أن ترتدي ملابس إحرام ساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، بشرط ألا تكون لافتة للنظر، ومن المحظورات على المرأة ارتداء النقاب أو القفازات، حفاظًا على حرمة الإحرام.