تعثر مفاوضات غزة.. تهدد الهدنة بالانهيار
مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، ووسط تعثر المفاوضات في القاهرة، تعزز حركة حماس موقفها الثابت تجاه ضرورة اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن مقابل وقف كامل للقتال. هذا النهج يصطدم مع رغبة إسرائيل في اتفاق جزئي يقتصر على إفراج عن بعض الرهائن فقط، مما يعمق الفجوة بين الطرفين ويؤخر أي حل ممكن.
الحرب في غزة: تحديات المفاوضات والمطالب
أعلن مسؤول بارز في حركة حماس، خلال تصريحات أدلى بها اليوم السبت، عن استعداد الحركة لصفقة شاملة تهدف إلى إنهاء الصراع في غزة. وفقاً للتصريحات، تشمل هذه الصفقة إطلاق سراح كل الرهائن المتبقين في دفعة واحدة، بالإضافة إلى فرض هدنة طويلة الأمد تصل إلى خمس سنوات. هذا الاقتراح يأتي في سياق الجهود الدبلوماسية الجارية، حيث أكد القيادي طاهر النونو أن وفداً من حماس، برئاسة خليل الحية، قد توجه إلى القاهرة للقاء الوسطاء المصريين. هذه اللقاءات تهدف إلى مناقشة رؤية حماس لوقف إطلاق النار وتحقيق سلام دائم.
النزاع المستمر في غزة
في السياق العملي، أفادت تقارير الدفاع المدني في غزة بأن غارة إسرائيلية استهدفت المدينة فجراً، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، مع مخاوف من أن أكثر من 30 آخرين قد يكونون محاصرين تحت الأنقاض. ومنذ اندلاع المواجهات الأخيرة، تجاوز عدد الضحايا 2,062 فلسطينياً، ليصل الإجمالي منذ بداية الحرب إلى أكثر من 51,439 قتيلاً، وفقاً للإحصاءات الطبية الرسمية. هذه الأرقام تبرز الوضع الإنساني المتردي، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر نفاد الإمدادات الطبية قريباً. وفقاً لتيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، فإن 16 شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر الإذن بالدخول إلى القطاع، في حين أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن تراكم النفايات يعزز انتشار الأمراض المعدية بين السكان.
وسط هذه الظروف القاسية، يبدو أن الجهود الدبلوماسية تواجه تحديات كبيرة، إذ يصر الطرفان على مواقفهما. حماس ترى في الصفقة الشاملة فرصة لإنهاء الدماء وإعادة الاستقرار، بينما ترفض إسرائيل أي اتفاق يمنعها من مواصلة عملياتها العسكرية. هذا التصادم يعمق الأزمة الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والدواء والمأوى، مما يدفع العالم إلى الضغط من أجل حل سريع. في الوقت نفسه، تستمر الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار، مع التركيز على حماية المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية. إن استمرار هذا الوضع يهدد بتفاقم الكارثة، مما يجعل من الضروري أن تتجاوز المفاوضات في القاهرة الخلافات وتصل إلى اتفاق يضمن السلام والأمان لجميع الأطراف المعنية.