تزامنا مع اقتراب وقفة عرفة 1445 فأيام قليلة تفصلنا عن هذا اليوم العظيم وهو واحد من أفضل أيام العام فيه يؤدي المسلمون أعظم أركان الحج في الإسلام، وهو الوقوف على جبل عرفات، حيث يتضرع المسلمون فيه بالدعاء والتوسل إلى الله تبارك وتعالى بأن يغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عن تقصيرهم في هذا اليوم المبارك، لذلك كانت الحكمة من عدم صيام الحاج يوم عرفة لكي يتقوى على العبادة في هذا اليوم، ومن خلال هذا السياق سنتعرف على سبب عدم صيام الحاج يوم عرفة وفضل صيام يوم عرفة لغير الحاج.
سبب عدم صيام الحاج يوم عرفة
يوم عرفة من أفضل أيام العام ففيه يغفر الذنوب ويعفو عن السيئات وتعتق الرقاب من النيران، والمعروف عند علماء المسلمين أن الحاج الذي يلبي مناسك الحج من الأفضل أنه لا يصوم وذلك لأنه يعد عيد للحجاج، فلا بد أن يفطروا فيه وذلك لأن الفطر يقويهم على العمل والذكر والدعاء، والصوم في هذه الأوقات قد يضعفهم ولاسيما في أيام الصيف وشدة الحر، و من رحمة الله تعالى أن شرع لهم الفطر حتى يتقووا على الدعاء والعبادة وبذلك يكون الحاج مشغول بأداء الشعائر خلال اليوم، ومتابعة المشهد العظيم بالبكاء والتضرع واللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار وتجديد العهد مع الله تبارك وتعالى.
فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
يوم عرفة من أفضل الأيام المباركة الغامرة بالروحانيات الرائعة، وصيام يوم عرفة من أكثر الأعمال المستحب فعلها في هذا اليوم العظيم، والتي يحصل المسلم من صيامها أجرًا عظيمًا وثوابًا جزيلاً عند الله.
ففي يوم عرفة يضاعف الله للناس أعمالهم، ويعتق رقابهم من النار، ويكفر عنهم سيئاتهم ويقبل دعواتهم، ومن أفضل ثواب صيام يوم عرفة أنه يكفر الله لمن صامه ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة، وهذا ما ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن صيام يوم عرفة؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ.
كما يعتبر صيام يوم عرفة لغير الحاج من أفضل الأعمال في مثل هذا اليوم من بعد الفريضة، حيث يُحقق أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإكثار من العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة، ويوم عرفة.