خبراء يشددون على أهمية الترفيه الأسري لتعزيز الروابط العائلية

في الرياض، وبالتعاون مع صحيفة سبق وبدعم من نتفليكس، نظم مركز سرد الثقافي جلسة حوار مميزة ليلة أمس، ركزت على تحديات وفرص تربية الأطفال في بيئة تتسم بالتكنولوجيا المتقدمة. جمعت الجلسة خبراء من مجالات التربية، علم النفس، وعلم الاجتماع لمناقشة كيفية تعزيز الروابط الأسرية من خلال الأدوات الثقافية والترفيهية الرقمية، مع التركيز على أهمية اختيار المحتوى المناسب لبناء علاقات أكثر صحة واستدامة.

تربية الأطفال في العصر الرقمي

شارك في الجلسة خبيرة العلاقات الإنسانية رزانا البنوي، وخبيرة التعليم حنان الحمد، وأستاذ علم الاجتماع الدكتور سليمان العقيل، الذي أدار الحوار الصحفية ياسمين محمد. تناول المشاركون جوانب متعددة، مثل أهمية تنويع المحتوى الرقمي وجودته لتعزيز تجربة المشاهدة العائلية، بالإضافة إلى دور الترفيه في تنمية قيم التعاطف والمرونة لدى الأطفال. أكدوا أن الترفيه يمكن أن يكون أداة قوية لتقوية الروابط الأسرية، من خلال مشاركة الأسر في مناقشة القصص والأحداث، مما يعزز الفهم المتبادل والتواصل الفعال.

أبرز مؤسس مركز سرد الثقافي عبدالله الحضيف التزام المركز بدعم الحوار حول الحياة الأسرية، قائلاً إن الثقافة والترفيه يمثلان جسوراً بين الأجيال. على سبيل المثال، عندما يشاهد الآباء والأبناء محتوى مشتركاً مثل الوثائقيات أو البرامج الكوميدية، ينشأ حوار يعزز الاكتشاف والتعاطف. كما أشارت رزانا البنوي إلى أن مشاركة الأسر في التجارب الترفيهية تفتح أبواباً لمناقشات غير متوقعة، مثل مناقشة خيارات الشخصيات أو الأحداث، مما يعمق الروابط العاطفية ويزيد من التفاهم.

من جانبها، أكدت حنان الحمد أن الترفيه يساعد في تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الأطفال، بالإضافة إلى تعزيز تحمل المسؤولية وتقبل الاختلاف. شددت على أهمية منح الأبناء حرية اختيار ما يشاهدونه، مع الحرص على منصات رقمية تحتوي على خيارات حماية الوالدين المتقدمة، لضمان التوجيه المناسب وفقاً للفئة العمرية. أما الدكتور سليمان العقيل، فقد أضاف أن المجتمع السعودي يمتلك مساحة واسعة للابتكار في التربية، مستفيداً من تجارب دول أخرى في استخدام التقنية والتعليم الرقمي لتعزيز الإبداع والاستيعاب. وفق رأيه، يمكن للمجتمع المساهمة في صناعة محتوى رقمي مفيد يدفع نحو بناء أجيال أكثر تفكيراً وإبداعاً.

أجمع الخبراء على أن الترفيه، عند التعامل معه بوعي، يصبح بوابة لتعزيز العلاقات الأسرية. من خلال مشاركة الأفلام أو المسلسلات أو التجارب التفاعلية، يمكن للآباء إنشاء مساحات للحوار الثري، مما يساعد في تنمية الجانب العاطفي وتحفيز الفضول. اختتمت الجلسة بدعوة لإعادة النظر في دور الترفيه كفرصة لبناء الثقة وتعزيز نسيج الحياة الأسرية في عصرنا الرقمي، حيث يلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الأجيال.

تنمية الروابط الأسرية عبر الترفيه الرقمي

في هذا السياق، يبرز الترفيه الرقمي كأداة أساسية لتعزيز التواصل داخل الأسرة، حيث يساهم في بناء علاقات أكثر قوة ووعياً. الخبراء أكدوا أن اختيار المحتوى المناسب يمكن أن يحول التجارب اليومية إلى فرص تعليمية، مثل مناقشة القيم الأخلاقية في الأفلام أو استكشاف الثقافات المختلفة من خلال البرامج. هذا النهج يساعد الأطفال على فهم العالم من حولهم بطريقة تفاعلية، مع التركيز على أهمية التوازن بين الترفيه والتعليم. كما أشاروا إلى أن الآباء يلعبون دوراً حاسماً في توجيه هذه التجارب، مما يعزز الثقة والتفاهم المتبادل. في النهاية، يمثل هذا النهج خطوة أساسية نحو مجتمعات أكثر ترابطاً، حيث يصبح الترفيه جزءاً من عملية التربية الشاملة، مما يدعم نمو الأطفال جسدياً وعاطفياً في عصر التكنولوجيا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *