الوليد بن طلال يراهن على ماسك لتوسيع ثروته نحو آفاق جديدة
عاد الأمير الوليد بن طلال إلى الساحة الإعلامية والاقتصادية بقوة، بعد سنوات من الانسحاب النسبي عقب أحداث 2017. كان هذا الانسحاب نتيجة لاحتجازه في فندق الريتز-كارلتون ضمن حملة مكافحة الفساد التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي أثرت على العديد من الشخصيات البارزة. الآن، مع فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأخيرة وارتفاع نفوذ صديقه إيلون ماسك، يبدو الأمير الوليد قد استعاد حماسه السابق، حيث يروج لاستثماراته ويشارك آراءه عبر وسائل الإعلام. في مقابلة أجرتها معه، تحدث عن تجاربه السابقة كشخصية مرموقة في “وول ستريت”، وكيف أصبحت استثماراته، مثل تلك في منصة “إكس”، مصدراً للربح والنفوذ الجديد.
عودة الأمير الوليد بن طلال إلى الواجهة
في هذه المرحلة، يظهر الأمير الوليد، البالغ من العمر 70 عاماً، كرمز للنهوض الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، حيث يستغل الفرص المتاحة لتعزيز استثماراته العالمية. خلال مقابلة عبر “زوم”، أكد أن إيلون ماسك أصبح قوة مؤثرة في واشنطن، مما رفع قيمة استثماراته في “إكس” إلى مستويات غير متوقعة، حيث يمتلك حصة تقدر بـ1.45 مليار دولار.
الملياردير السعودي يعيد تشكيل نفوذه
يبقى الأمير الوليد بن طلال شخصية فريدة في عالم التمويل الخليجي، حيث بنى إمبراطورية استثمارية تضم حصصاً في شركات عالمية مثل “سيتي غروب” و”والت ديزني”. ثروته الشخصية، المقدرة بـ17.8 مليار دولار، جعلته في السابق النافذة الرئيسية لـ”وول ستريت” نحو السعودية، السوق الغنية التي كانت مغلقة نسبياً أمام الأجانب. الآن، مع خطط “رؤية 2030” التي أطلقها محمد بن سلمان، يساهم الأمير في مشاريع ضخمة مثل بناء برج جدة، الذي من المقرر أن يصبح أطول مبنى في العالم، وتطوير فروع فنادق “فور سيزنز” في البحر الأحمر. هذه المشاريع تعكس التحول الاقتصادي في المملكة، حيث يجذب صندوق الاستثمارات العامة استثمارات عالمية في قطاعات السياحة والرياضة، مما يعزز من دور الأمير كدليل للمستثمرين الدوليين.
رغم التغييرات التي طرأت على حياته بعد احتجازه في 2017، الذي استمر 83 يوماً وأدى إلى اتفاق سري مع الحكومة، يحافظ الأمير على قبضته على شركته “المملكة القابضة”. استثمار الصندوق في الشركة بقيمة 1.5 مليار دولار في 2022 أدى إلى توسيع آفاقه، مثل شراكته في تنظيم الحفلات الموسيقية عبر مجموعة “روتانا”. كما يتطلع إلى طرح أسهم شركة “طيران ناس” قريباً، للاستفادة من نمو السياحة في البلاد. على المستوى الدولي، يستمر في بناء علاقاته، مثل تلك مع بيل غيتس ووارين بافيت، الذين يشبهه البعض بـ”بافيت العرب”.
في السياق السياسي، يعبر الأمير عن دعمه لسياسات ترمب، رغم خلافات سابقة، معتبراً أنها ستقلل من التقلبات الاقتصادية. يرى في ماسك نموذجاً للنفوذ الجديد، حيث أصبح استثماره في “إكس” مصدراً للربح غير المتوقع. هذا التحول يعكس نسخة جديدة من الأمير، أقل انشغالاً بالبذخ السابق وأكثر تركيزاً على الفرص الاستراتيجية، مما يجعله قوة مستمرة في الساحة العالمية. مع اهتمام دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا بالسعودية، يبقى الأمير الوليد جسراً بين العالمين، مستفيداً من خبرته الطويلة في الاستثمار العالمي.