انخفاض قيم التداول يؤدي إلى تراجع أرباح “تداول السعودية” بنسبة 40.2%
تراجع أرباح تداول السعودية في الربع الأول
شهدت مجموعة تداول السعودية تراجعاً ملحوظاً في أرباحها خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث انخفضت بنسبة 40.2% لتصل إلى 120.5 مليون ريال، أو ما يعادل 32.1 مليون دولار. هذا التراجع يرجع بشكل أساسي إلى الضغط الناتج عن انخفاض قيم التداول، كما تم الإشارة إلى ذلك في الإفصاحات الرسمية. على الرغم من هذا التحدي، فإن الشركة استمرت في مواجهة التغييرات السوقية من خلال استراتيجيات متنوعة، مما يعكس الواقع الديناميكي لسوق الأوراق المالية في المملكة العربية السعودية. في السياق نفسه، تراجعت الإيرادات التشغيلية بنسبة 15.3% لتبلغ 328.2 مليون ريال، وذلك بسبب انخفاض إيرادات خدمات التداول وخدمات ما بعد التداول، الذي بلغ 33.8% في قيم التداول. ومع ذلك، تم تعويض جزء من هذا الانخفاض من خلال زيادة إيرادات الخدمات غير المرتبطة بالتداول بنسبة 17.3%، مما يظهر قدرة الشركة على التنويع في مصادر الدخل.
انخفاض إيرادات الخدمات المالية
في الجانب الآخر، سجلت إيرادات قطاع خدمات ما بعد التداول انخفاضاً بنسبة 18.7% لتصل إلى 168.4 مليون ريال، مدفوعة أساساً بانخفاض قيم التداول بنفس النسبة السابقة. ومع ذلك، تم تخفيف بعض التأثيرات السلبية من خلال زيادة صافي دخل العمولة من أذونات وودائع البنك المركزي السعودي بنسبة 14.4%، بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات خدمات التسجيل بنسبة 8.4%. من ناحية أخرى، شهدت المصاريف التشغيلية ارتفاعاً بنسبة 13% لتبلغ 220.7 مليون ريال في الربع الأول من عام 2025، وهذا الارتفاع يتناسب مع الخطط الاستراتيجية للمجموعة التي تركز على النمو المستقبلي. يأتي هذا الزيادة مدعوماً بارتفاع تكاليف القوى العاملة نتيجة زيادة عدد الموظفين، إلى جانب ارتفاع تكاليف صيانة الأنظمة، مما يعكس الاستثمارات في تحسين البنية التحتية لتعزيز الكفاءة التشغيلية.
بالعودة إلى الأداء العام، يبرز مقارنة مع السنة السابقة، حيث ارتفعت أرباح الشركة بنسبة 59% لتسجل 621.8 مليون ريال في العام الماضي، مدعومة بنمو الإيرادات بفضل ارتفاع قيم التداول. كما سجلت الإيرادات السنوية ارتفاعاً بنسبة 35% لتصل إلى 1.4 مليار ريال، مع دعم من زيادة إيرادات خدمات التداول وخدمات ما بعد التداول بنسبة 39.4%، بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات الخدمات غير المرتبطة بالتداول بنسبة 29.4%. هذه التغييرات تسلط الضوء على تأثير تقلبات السوق على أداء الشركة، حيث يبقى التركيز على تعزيز القدرات التشغيلية لمواجهة التحديات المستقبلية. في الوقت نفسه، تشير هذه النتائج إلى أهمية التنويع في استراتيجيات الشركات المالية لضمان الاستدامة، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على أسواق الشرق الأوسط. يتعلق ذلك بجهود تداول السعودية في تعزيز الابتكار والتكنولوجيا لتحسين تجربة العملاء، مما يساهم في تعزيز مكانتها كمحور رئيسي في سوق الأوراق المالية. بشكل عام، يعكس هذا الأداء التوازن بين التحديات والفرص، مع التركيز على استراتيجيات طويلة الأمد لتحقيق النمو المستدام.