صادرات السعودية غير النفطية تتجاوز 515 مليار ريال في العام الماضي
سجلت الصادرات السعودية غير النفطية أداءً استثنائيًا في عام 2024، حيث بلغت قيمتها الإجمالية 515 مليار ريال سعودي، وهو رقم قياسي يعكس الجهود الوطنية في تنويع الاقتصاد. هذا النمو، الذي بلغ 13% مقارنة بالعام السابق، يبرز زيادة تجاوزت 113% منذ إطلاق رؤية 2030، مما يؤكد على تنافسية المنتجات والخدمات السعودية في الساحة العالمية.
الصادرات السعودية غير النفطية: أعلى مستوياتها التاريخية
شهدت الصادرات غير النفطية نموًا شاملاً عبر جميع القطاعات، حيث ارتفعت صادرات السلع إلى 217 مليار ريال بنسبة 4%، مدعومة بارتفاع السلع البتروكيماوية بنسبة 2% وغير البتروكيماوية بنسبة 9%. كما بلغت قيمة إعادة التصدير 90 مليار ريال، محققة زيادة مذهلة تصل إلى 205% منذ بداية الرؤية. في السياق نفسه، سجلت صادرات الخدمات رقمًا قياسيًا بلغ 207 مليارات ريال، مع نمو يصل إلى 14% مقارنة بالعام الماضي، و220% منذ إعلان الرؤية. أبرز هذه الإنجازات هو ارتفاع صادرات السفر والسياحة بنسبة 270% منذ عام 2016، مع استقبال المملكة لأكثر من 30 مليون سائح دولي، مما رفع الإيرادات السياحية بنسبة 148% مقارنة بـ2019.
نمو التجارة الخارجية في المملكة العربية السعودية
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات السعودية، المهندس عبدالرحمن الذكير، أن هذا الأداء التاريخي يمثل تتويجًا للجهود المبذولة في تنويع الاقتصاد وتعزيز التنافسية. من خلال برامج متكاملة تشمل التدريب، الترويج، والخدمات الاستشارية، تمكنت الهيئة من مساعدة الشركات الوطنية على الوصول إلى أسواق جديدة وتعزيز جاهزيتها التصديرية. على سبيل المثال، بلغت صادرات السلع البتروكيماوية 149 مليار ريال، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 2% في القيمة والوزن، بينما وصلت صادرات السلع غير البتروكيماوية إلى 69 مليار ريال، وهو أعلى مستوى منذ سنوات، مع أرقام قياسية في تصدير منتجات الأغذية، المعادن، ومواد البناء.
في قطاع الأسمدة، سجل الوزن ارتفاعًا بنسبة 5% سنويًا، وأكثر من خمسة أضعاف قيمته منذ إطلاق الرؤية. كما برز قطاع إعادة التصدير بقيمة 90 مليار ريال، مدعومًا بارتفاع 42% سنويًا و114% مقارنة بـ2019، خاصة في الهواتف المحمولة التي وصلت إلى 25 مليار ريال، بفضل تشغيل المنطقة اللوجستية في مطار الملك خالد الدولي. شكلت الآلات، الأجهزة، ومعدات النقل نسبة 84% من إعادة التصدير، مع تطور ملحوظ في تصدير أجزاء المركبات الجوية من 1.6 مليار ريال في 2022 إلى أكثر من 2 مليار ريال في 2024.
أما على مستوى الوجهات، فقد وصلت الصادرات إلى أكثر من 180 دولة، مع تسجيل أرقام قياسية في 37 دولة مثل الإمارات، البحرين، والعراق، بالإضافة إلى دول أخرى مثل إندونيسيا، تايلاند، والمغرب في حجم الواردات. ساهمت هذه الجهود في جعل المملكة تتصدر دول مجموعة العشرين في نمو أعداد السياح بنسبة 73% في الأشهر السبعة الأولى من 2024 مقارنة بـ2019. كما أسهم قطاع النقل بنسبة 12% من إجمالي صادرات الخدمات، محققًا نموًا بنسبة 5% سنويًا. هذه الإنجازات تعزز دور الصادرات غير النفطية كركيزة أساسية للاقتصاد المستدام، مدعومة باستراتيجيات تهدف إلى بناء اقتصاد مزدهر يعتمد على الابتكار والتنوع.