احتفال هابل بالذكرى الـ35 بصور مذهلة للمريخ والسدم والمجرات البعيدة!
يحتفل تلسكوب هابل الفضائي بمرور 35 عامًا على إطلاقه، حيث قدم خلال هذه الفترة صورًا مذهلة كشفت أسرار الكون، من كوكب المريخ إلى السدم الكونية والمجرات البعيدة. منذ انطلاقه في 24 أبريل 1990 عبر مكوك الفضاء ديسكفري، أصبح هابل ركيزة أساسية في العلوم الفلكية، حيث أجراه أكثر من 1.7 مليون عملية رصد، وألهم نشر أكثر من 22 ألف بحث علمي محكم، بالإضافة إلى جمع حوالي 400 تيرابايت من البيانات. هذه البيانات لم تقتصر على تقديم لمحات بصرية خلابة لعوالم بعيدة، بل ساهمت في تعزيز فهمنا للكون الديناميكي، مما يربط بين المعرفة السابقة والاكتشافات المستقبلية.
هابل يلتقط صورًا مذهلة للمريخ والسدم الكونية والمجرات البعيدة
في الذكرى الخامسة والثلاثين لإطلاقه، يستمر تلسكوب هابل في إدهاش العالم بمجموعة جديدة من الصور التي تبرز جمال الكون وتفاصيله الخفية. يُعد هابل أداة استكشافية فريدة، حيث ساهم في رصد مئات الآلاف من الأهداف السماوية، وأظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكشف عن أسرار السماء. على سبيل المثال، أشاد مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، الشريكة مع ناسا في إدارة هابل، بقدرته على ربط المعرفة العلمية عبر العصور. وفقًا لهم، هذه الصور النابضة بالحياة لم تكن متاحة للأجيال السابقة، مما يجعل هابل رمزًا للتقدم في استكشاف الفضاء.
اكتشافات تلسكوب هابل في الكون البعيد
مع مرور السنوات، أصبحت الصور الجديدة للمريخ من أبرز الإنجازات، حيث تم التقاط صورتين مذهلتين بالأشعة فوق البنفسجية في ديسمبر 2023، عندما كان الكوكب الأحمر على بعد حوالي 60 مليون ميل من الأرض. تُظهر الصورة الأولى هضبة ثارسيس البركانية وقمة أوليمبوس مونس الشاهقة، وهي تبرز من خلال طبقات رقيقة من الجليد المائي، مما يعكس الديناميكية الطبيعية للمريخ. أما الصورة الثانية، فتركز على جبل سيرتيس ماجور بتشكيلات تشبه “زعانف القرش”، بالإضافة إلى سحب مسائية عالية الارتفاع تظهر مع بداية فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي للكوكب. هذه الصور ليست مجرد عروض بصرية، بل توفر بيانات قيمة حول المناخ والجيولوجيا المريخية، مما يدعم البحوث حول إمكانية الحياة في الفضاء.
بالإضافة إلى المريخ، غطت صور هابل جوانب أخرى من الكون، مثل السدم الكونية التي تكشف عن مناطق تشكل النجوم الجديدة، والمجرات البعيدة التي تروي قصة تطور الكون. على سبيل المثال، رصد هابل سدمًا تتألق بألوان زاهية، حيث تظهر كفراشات سماوية في السماء، مما يبرز التنوع في الأشكال والألوان عبر المجرات. هذه الرؤى لم تقتصر على الجمال البصري، بل ساهمت في دراسة النجوم والمادة المظلمة، مما يعزز فهمنا لأصول الكون. مع استمرار هابل في العمل، يبقى مصدر إلهام للعلماء والمحبين للفضاء، حيث يفتح أبوابًا جديدة للاستكشاف. في الختام، يؤكد هذا التلسكوب أن الكون مليء بالعجائب التي تنتظر الكشف، مما يجعل الذكرى الخامسة والثلاثين لحظة تذكير بإنجازاته الرائعة ومساهماته في علم الفلك.