كارثة تضرب حفل زفاف في قصر أثري بالقاهرة.. من الفرح إلى المأساة
تحول حفل زفاف في قصر البارون إمبان الأثري بحي مصر الجديدة بالقاهرة إلى كارثة مفاجئة، عندما انهار ستاند إنارة معدني على الحضور، مما أدى إلى إصابة 13 شخصاً بجروح متفاوتة الشدة. وقع الحادث مساء السبت، مما أثار الفوضى بين المدعوين ودفع السلطات الأمنية إلى التدخل الفوري لإجلاء المصابين وتأمين المكان.
انهيار ستاند الإنارة يؤدي إلى إصابات متعددة
تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن القاهرة بلاغاً عاجلاً عن سقوط الهيكل المعدني خلال الحفل، حيث انتقلت فرق الإسعاف والأمن على الفور إلى الموقع. أسفر الانهيار عن إصابة 13 فرداً، بينهم ثمانية أشخاص تعرضوا لكدمات وجروح سطحية، وخمسة آخرين بحالات متوسطة الخطورة تشمل كسوراً وجروحاً عميقة. تم نقل جميع المصابين إلى مستشفيات هليوبوليس والنزهة العامة لتلقي العلاج الطبي اللازم، ولم يُسجل أي وفيات حتى الآن. يُعد هذا الحادث تذكيراً بأهمية الالتزام بمعايير السلامة في الأماكن التاريخية المستخدمة للأحداث.
سقوط الهيكل يثير تحقيقات رسمية
بدأت النيابة العامة تحقيقات شاملة للكشف عن أسباب الانهيار، مع التركيز على جودة الهيكل المعدني ومدى الالتزام بقواعد السلامة أثناء تنظيم الحفل. يتم فحص ما إذا كان هناك إهمال من الجهة المنظمة أو الشركة المسؤولة عن تركيب معدات الإنارة، بالإضافة إلى مراجعة تراخيص الحفل وكفاءة المعدات المستخدمة. جرى استدعاء المنظمين والفنيين للاستماع إلى أقوالهم، وتم تحرير محضر بالحادث لاستكمال الإجراءات القانونية. في الوقت نفسه، أثار الخبر غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول المستخدمون تفاصيل الحادث وتقارير متباينة حول عدد الإصابات، الذي تراوح بين 8 و15 شخصاً. كما أعلنت اللجنة المنظمة إلغاء حفل فني للفنان تامر حسني كان مقرراً في نفس الموقع، مع التزامها بإعادة أموال التذاكر للحاضرين.
قصر البارون إمبان نفسه يمثل معلمة تاريخية بارزة في مصر، حيث يقع في شارع العروبة بحي مصر الجديدة ويشكل مزيجاً فريداً بين الطراز الهندوسي والأوروبي. شيده المليونير البلجيكي إدوارد إمبان عام 1905 كجزء من مشروع سكني أكبر، ويمتد على مساحة 12,500 متر مربع مع تصميم يضمن دخول الشمس إلى حجراته طوال اليوم، مستوحى من المعابد الهندوسية وفنون عصر النهضة. يتكون القصر من سبع حجرات موزعة على طابقين، ويُعتبر رمزاً ثقافياً يجذب الزوار والفعاليات المختلفة.
عبر السنوات، واجه القصر العديد من التحديات والأحداث الجدلية، مثل استخدامه غير القانوني في عام 1997 لإقامة حفل صاخب أدى إلى قضية جنائية، مما أثار الرأي العام. بعد ترميمه بتكلفة 175 مليون جنيه، تحول إلى وجهة شائعة للحفلات الخاصة والأنشطة الثقافية، رغم تعرضه لمشكلات مثل تسرب المياه الجوفية في عام 2023، والتي هددت هيكله. يبرز هذا الحادث كدليل على الحاجة إلى صيانة أفضل وتطبيق إجراءات أمان أكثر صرامة في مثل هذه الأماكن التاريخية لتجنب تكرار المآسي في المستقبل.