احتفال عالمي: 96 دولة و60 لغة في أبوظبي للكتاب
في قلب الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في مدينة أبوظبي، يتحول معرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى ملتقى عالمي للثقافة والأدب، حيث يجتمع 96 بلداً من مختلف قارات العالم، يعبرون عن تراثهم الغني عبر 60 لغة. هذا الحدث السنوي، الذي يُعد من أكبر المعارض الثقافية في الشرق الأوسط، يفتح أوراقه ليكشف عن كنوز أدبية وفكرية، تعزز التواصل بين الشعوب وتدعم التبادل الثقافي. في هذه السنة، يبرز المعرض كرمز للتنوع الإنساني، حيث يحتضن أكثر من 2000 ناشر ومؤلف من دول مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والهند، والصين، إلى جانب الدول العربية والإفريقية.
نظرة عامة على المعرض
يعود تاريخ معرض أبوظبي للكتاب إلى عام 1981، وهو يُنظم سنوياً تحت رعاية هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة. في إصدار هذا العام، الذي يستمر لأسبوع كامل، يشارك أكثر من 96 بلداً، مما يعكس التنوع الجغرافي واللغوي للعالم. اللغات المتنوعة، التي تشمل الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والصينية، والإسبانية، وغيرها، تمنح الزوار فرصة فريدة لاستكشاف أدبيات متعددة الثقافات. هذا التنوع ليس مجرد إحصائية، بل هو دعوة لفهم العالم من خلال الكلمة المكتوبة، حيث يعرض المعرض آلاف الكتب في مجالات الأدب، والتاريخ، والعلوم، والفنون.
المشاركون والأنشطة
يجمع المعرض بين ناشرين كبار ومؤلفين مبتدئين، حيث يحضر ممثلون من دول مثل مصر، وتركيا، وروسيا، وجنوب أفريقيا، ليشاركوا في معارض الكتب الضخمة التي تغطي آلاف الأمتار المربعة. هذا العام، تم تخصيص جناح خاص لللغات النادرة، مثل البرتغالية والسواحلية، لتعزيز الوعي بالتراث الثقافي للشعوب الأقل تمثيلاً. بالإضافة إلى عرض الكتب، يشمل البرنامج الرسمي جلسات توقيع للمؤلفين، ورش عمل تعليمية، ومنصات نقاشية حول قضايا عالمية مثل التغير المناخي، والمساواة الاجتماعية، والتكنولوجيا في الأدب.
من بين الأنشطة البارزة، هناك مهرجانات للقراءة المبكرة للأطفال، حيث يتعلمون لغات جديدة من خلال القصص المصورة، بالإضافة إلى جلسات حوارية مع كتاب عالميين مثل سلمان رشدي أو أمين معلوف، الذين يناقشون تأثير الثقافات المختلفة على الأدب. كما يبرز الجانب الرقمي هذا العام، مع تطبيقات إلكترونية تسمح للزوار بشراء الكتب عبر الإنترنت، مما يوسع نطاق المعرض إلى جمهور عالمي.
أهمية التنوع اللغوي والثقافي
في عصر العولمة، يمثل معرض أبوظبي للكتاب جسراً بين الثقافات، حيث يساهم في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب. مشاركة 60 لغة تعكس الغنى اللغوي للعالم، وتشجع على الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض. هذا الحدث يعزز أيضاً دور الإمارات كمركز ثقافي عالمي، حيث يجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً، بما في ذلك طلاب وأكاديميين يبحثون عن فرص التعلم والتبادل. من خلال هذا المعرض، تبرز أبوظبي كمنصة للأصوات الجديدة، خاصة من الشباب والنساء، الذين يساهمون في تشكيل المستقبل الثقافي.
خاتمة: دعوة للانفتاح
في نهاية المطاف، يعد معرض أبوظبي للكتاب حدثاً يذكرنا بقوة الكلمة في توحيد العالم. مع 96 بلداً و60 لغة تفتح أوراقها، يصبح هذا المعرض رمزاً للتنوع والإبداع. إذا كنت مولعاً بالأدب أو مهتماً بالثقافات العالمية، فإن زيارة هذا المعرض فرصة لا تُفوت، لأنه ليس مجرد حدث تجاري، بل احتفال بالإنسانية والمعرفة. في ظل التحديات العالمية، يبقى هذا المعرض دليلاً على أن الكتب قادرة على بناء جسور التواصل بين الشعوب. لمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة موقع المعرض الرسمي.