جوجل تعتمد على الهند لتخفيف تأثير رسوم ترامب الجمركية
تسعى الشركات الأمريكية، بما في ذلك جوجل، إلى إعادة تشكيل سلسلة التوريد الخاصة بها لمواجهة الرسوم الجمركية المستمرة، والتي تشمل التعريفات الأساسية البالغة حوالي 10%، بالإضافة إلى الرسوم المتبادلة التي قد تعود بعد فترة التوقف المؤقتة لمدة 90 يومًا. هذه الجهود تأتي كرد فعل للإجراءات التجارية للإدارة الأمريكية، حيث يسعى العديد من اللاعبين في السوق إلى تقليل التكاليف والتأثيرات على المستهلكين. على سبيل المثال، يبدو أن استثناء الهواتف الذكية من بعض الرسوم قد يحمي المستهلكين من ارتفاع أسعار هواتف مثل آيفون 17 برو، لكن التهديدات المتجددة تجعل الوضع غير مستقر. في هذا السياق، أصبحت الهند وجهة مفضلة للعديد من الشركات لإعادة توجيه الإنتاج، مما يساعد في تخفيف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن هذه السياسات.
جوجل والهند لمواجهة الرسوم الجمركية
في السنوات الأخيرة، قامت جوجل، التابعة لشركة ألفابت، بإعادة ترتيب عمليات الإنتاج لأجهزتها، وخاصة هواتف بيكسل، من خلال نقل جزء كبير من التصنيع إلى فيتنام والهند. هذا التحرك يأتي كرد على الرسوم الجمركية التي قد تؤثر على الواردات، حيث أفادت تقارير إعلامية مؤخرًا بأن جوجل تسعى لتعزيز إنتاج هواتفها في الهند، خاصة تلك الموجهة للسوق الأمريكية. الشركة تجري مفاوضات مكثفة مع شركاء التصنيع الرئيسيين، مثل فوكسكون وديكسون تكنولوجيز، لنقل بعض خطوط الإنتاج إلى الهند، مما يشمل تصنيع مكونات مثل الشواحن، أجهزة استشعار بصمات الأصابع، البطاريات، والأغلفة. هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز كفاءة السلسلة الإمدادية وضمان استمرارية التزويد بالمنتجات دون تعرض للزيادات الضريبية الفجائية.
استراتيجيات التعريفات التجارية
مع وجود فروق في معدلات الرسوم الجمركية بين البلدان، يبرز الفرق بين الرسوم على الواردات من فيتنام (46%) والموقوفة مؤقتًا، مقارنة بالرسوم على الواردات من الهند (26%)، كعامل حاسم في قرارات جوجل. هذا التباين يعني أن نقل الإنتاج إلى الهند قد يقلل من التكاليف الإجمالية في حال عادت الرسوم إلى التنفيذ، حيث ستكون الضرائب على الشحنات من الهند أقل بكثير مقارنة بتلك من فيتنام. كما أن معظم المكونات المستخدمة في هواتف بيكسل المصنعة في الهند تُستورد حاليًا، مما يفتح الباب لتطوير سلسلة توريد محلية أكثر كفاءة. في نهاية المطاف، يمكن لجوجل، كما يفعل العديد من الشركات الأمريكية، أن تتحمل جزءًا من هذه التكاليف من خلال تعديل هيكل التسعير، لكن التركيز على خفض الرسوم يظل أولوية للحفاظ على المنافسة في سوق الهواتف الذكية. هذه الاستراتيجيات ليس فقط تعزز من تنويع مصادر الإنتاج، بل تساهم أيضًا في تعزيز الاقتصاد المحلي في الهند، حيث أصبحت البلاد مركزًا صناعيًا ناشئًا للتكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه التحركات إلى زيادة فرص العمل وتطوير المهارات في قطاع التصنيع، مما يعكس كيفية تأقلم الشركات العالمية مع التحديات التجارية. في الختام، يمثل هذا النهج مثالًا على كيفية استخدام الشركات للتنويع الجغرافي لمواجهة السياسات الاقتصادية المتقلبة، مع الحفاظ على جودة المنتجات وإرضاء العملاء.