انفجار مدوي يقضي على أكبر ميناء تجاري في إيران.. تفاصيل حصرية عن أسبابه وتأثيره على قطاعي النفط والملاحة (فيديو)
هز انفجار هائل ميناء رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران اليوم السبت، متزامناً مع انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان. وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بإصابة أكثر من 560 شخصاً، مع استمرار جهود الإنقاذ وسط أوضاع مضطربة.
انفجار ميناء رجائي
وقد تسببت قوة الانفجار في تحطيم نوافذ تبعد عدة كيلومترات عن موقع الحادث، كما وصل صدى الانفجار إلى جزيرة قشم التي تبعد 26 كيلومتراً جنوب بندر عباس.
تداعيات الانفجار
أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الانفجار الضخم دمّر مبنى إدارياً بالكامل، وألحق أضراراً جسيمة بمعظم مباني الميناء والمركبات في المنطقة. وقد نُقل عن مسؤول محلي معني بإدارة الأزمات قوله إن سبب الحادث هو انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف الميناء، وقد أُجلي المصابون على الفور إلى المراكز الطبية القريبة للعلاج. وبحسب ما صرح به إسماعيل مالكي زاده، المسؤول في إدارة الموانئ والملاحة بمحافظة “هرمزغان”، وقع الانفجار في جزء من رصيف ميناء رجائي، وتعمل فرق الإطفاء بجهد للسيطرة على النيران المشتعلة. نظراً لحجم الكارثة، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في مستشفيات المنطقة، مع إشارة إدارة الجمارك إلى أن ساحة الحاويات التي كانت مصدر الانفجار تحتوي على بضائع خطرة ومواد كيميائية. سارعت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إلى إصدار بيان توضيحي، أكدت فيه أن الانفجار ليس له أي صلة بالمصافي وخزانات الوقود ومجمع التوزيع وخطوط أنابيب النفط التابعة للشركة في تلك المنطقة. وقد شددت على أن المرافق النفطية في منطقة بندر عباس تعمل حالياً دون انقطاع. يذكر أن ميناء رجائي يعتبر أكبر ميناء تجاري في إيران، حيث تمر عبره أكثر من 70% من البضائع الإيرانية. كما أن موقعه الاستراتيجي على مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي، يعزز من أهميته الاقتصادية والجيوسياسية. وقد تم تعليق أنشطة الميناء مؤقتاً للسماح بأعمال الإطفاء والإنقاذ، مما قد يؤثر على حركة التجارة في المنطقة في حال استمر التوقف لفترة طويلة. في خضم التوترات الإقليمية، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إنه لا علاقة للجيش بانفجار بندر عباس. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما تم استفسارهم عما إذا كان لإسرائيل أي صلة بالحادث. ومن الجدير بالذكر أن هذا الميناء تعرض عام 2020 لهجوم إلكتروني تسبب في اضطرابات كبيرة. على الصعيد المحلي، أعلن محافظ هرمزغان الإيرانية “محمد آشوري” أن وحدات القوات البحرية للجيش والحرس الثوري المتواجدة بالقرب من المنطقة قد تحركت للسيطرة على الأوضاع. بينما أفاد مدير خلية الأزمة في المحافظة “مهرداد حسن زادة” أن العمل جارٍ للسيطرة على الحريق الناجم عن الانفجار، بانتظار بدء التحقيقات الميدانية لتحديد الأسباب الحقيقية للحادث. تأتي هذه الحادثة في وقت حساس من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول التوقيت والأسباب الحقيقية وراء الانفجار. وفي ظل استمرار عمليات الإنقاذ والتحقيق، تبقى الصورة الكاملة لهذا الحادث وتداعياته غير واضحة المعالم، مع ترجيح السلطات المحلية لفرضية التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كعامل مساهم في وقوع الكارثة.