رئيسة مركز الفضاء الأمريكي تكشف عن فرص تعاون بين مصر وأمريكا في قطاع الفضاء
في زيارة مميزة إلى مصر، أكدت الدكتورة كيمبرلي روبنسون، الرئيسة التنفيذية لمركز الفضاء والصواريخ الأمريكي، على أهمية تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة ومصر في مجال الاستكشاف الفضائي. خلال حوار تلفزيوني، عبّرت عن سعادتها الشديدة بالحضور في حفل افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية، الذي أقيم في 20 أبريل 2025، بالإضافة إلى مشاركتها في فعاليات مؤتمر الفضاء الجديد لأفريقيا. هذه الزيارة، وفقاً لروبنسون، تمثل خطوة حاسمة نحو بناء شراكات عابرة للقارات، مع التركيز على مصر كمحور رئيسي في المنطقة. إن مثل هذه التجمعات تفتح أبواباً واسعة لتبادل الخبرات والتكنولوجيا، مما يعزز الابتكار ويساهم في حل التحديات العالمية مثل مراقبة المناخ والكوارث الطبيعية.
فرص للتعاون بين مصر وأمريكا في مجال الفضاء
في سياق هذا التعاون، أبرزت الدكتورة روبنسون الحماس الذي يحيط بزيارتها للقاهرة، حيث قالت إنها زارت العديد من الوكالات الفضائية حول العالم، لكن تجربة مصر تتميز بطابع خاص. هذا التعاون يمكن أن يشمل مشاريع مشتركة في تطوير التكنولوجيا الفضائية، مثل إطلاق الأقمار الصناعية لدعم الزراعة والتنمية المستدامة في المنطقة الأفريقية. كما تحدثت عن التحديات النفسية التي تواجه الفرق العلمية قبل إطلاق الصواريخ، وصفة تلك اللحظات بأنها مليئة بالصمت والترقب، حيث يتساءل الجميع عن نجاح جهودهم بعد أشهر من العمل الشاق. هذه الجوانب النفسية، وفقاً لها، تبرز أهمية التعاون الدولي في تبادل الدروس المستفادة، مما يمكن أن يساعد مصر في بناء برامج فضائية قوية تعتمد على الخبرات الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، شددت روبنسون على دور المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مشيرة إلى أنها التقطت مع العديد من النساء البارعات في هذا المجال، لكنهن غالباً ما يفتقرن إلى الثقة اللازمة للانخراط. قالت إن النساء يمتلكن القدرة على أداء أدوار قيادية بكفاءة عالية، خاصة في العمل ضمن فرق متعددة التخصصات، ودعت إلى برامج تدريبية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة لتمكين النساء في قطاع الفضاء. أما بالنسبة لمتطلبات العمل في هذا المجال، فأوضحت أنه يتطلب شجاعة فائقة، حيث يخضع رواد الفضاء لشهور من التدريب المكثف قبل الصعود إلى المركبات الفضائية. هذا الجانب يفتح فرصاً للتعاون في تطوير برامج تدريبية مشتركة، مما يعزز من قدرات مصر في مجال الاستكشاف الفضائي.
إمكانيات الشراكة في قطاع الفضاء
من جانب آخر، شرحت الدكتورة روبنسون مراحل انطلاق الصواريخ في الجو، مع التركيز على التجارب الفيزيائية والنفسية التي يواجهها رواد الفضاء أثناء رحلاتهم. وصفت كيف يشعرون بالإثارة والضغط أثناء الإقلاع، ثم الشعور بالارتياح عند العودة إلى الأرض، مما يؤكد على أهمية الدعم النفسي في مثل هذه المهمات. هذه الإمكانيات للشراكة بين مصر وأمريكا يمكن أن تشمل تطوير تقنيات متقدمة للأقمار الصناعية، التي تساعد في مراقبة الموارد الطبيعية والبيئة في المنطقة الأفريقية. بالفعل، يمكن لمصر أن تستفيد من الخبرات الأمريكية في هذا المجال لتعزيز برامجها الوطنية، مثل إنشاء مراكز بحثية مشتركة أو مشاريع لتعليم الشباب في علوم الفضاء. كما أن مثل هذه الشراكات ستساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال استخدام التكنولوجيا الفضائية لحل مشكلات مثل نقص المياه والتغير المناخي.
في الختام، يمثل هذا التعاون خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يمكن لمصر والولايات المتحدة أن تعملان معاً لتغطية مجالات واسعة مثل الاستكشاف الفضائي والتعليم والابتكار. من خلال تبادل المعرفة والموارد، يمكن تحقيق تقدم حقيقي يفيد الجميع، مع التركيز على بناء جيل جديد من العلماء والمهندسين في مصر. هذا النهج ليس فقط يعزز الروابط الثنائية، بل يدعم أيضاً الجهود الدولية لاستكشاف الكون، مما يجعل من التعاون في مجال الفضاء أداة قوية للتقدم العالمي.