بعد ظهورها في المكسيك.. سر تغذية الدودة آكلة لحوم البشر على الجروح وأماكن تكاثرها
في الآونة الأخيرة، شهدت المكسيك حالة نادرة من الإصابة بمرض يتعلق بذبابة معروفة باسم “دودة آكلة لحوم البشر”، حيث أثرت على امرأة في سن الـ77 عامًا في منطقة تشياباس. هذا المرض، الذي يُعرف علميًا بـ”النغف الجلدي”، ينطوي على آليات تغذية وتكاثر مرعبة تجعلها من أكثر الآفات خطورة. يرقات هذه الذبابة تدخل الجروح المفتوحة أو تجاويف الجسم، مما يؤدي إلى تآكل الأنسجة الحية، وهو ما يثير مخاوف صحية عالمية حول انتشارها في مناطق متعددة.
كيف تتغذى الدودة آكلة لحوم البشر
تتغذى يرقات الدودة آكلة لحوم البشر بشكل مباشر على الأنسجة الحية للكائنات المضيفة، مثل البشر والحيوانات. تبدأ عملية التغذية عندما تضع الذبابة بيضها في الجروح المكشوفة أو في فتحات الجسم مثل الأنف أو الآذان. بعد فترة قصيرة، تفقس هذه البيضة إلى يرقات صغيرة تنمو بسرعة وتبدأ في أكل اللحم الحي، مما يسبب ألماً شديداً وتلفاً للأنسجة. وفقاً للدراسات حول هذه الآفة، فإن اليرقات تستطيع الانتشار داخل الجسم، مما يجعلها تهاجم مناطق أعمق مثل العضلات أو حتى الأعضاء الداخلية في حال عدم العلاج السريع. أما بالنسبة لتكاثرها، فهي تفضل بيئات دافئة ورطبة، حيث تضع الذبابة البالغة بيضها في أي جرح مفتوح، سواء كان ناتجاً عن جروح عرضية أو حتى لدغات حشرات أخرى. هذا النوع من التكاثر يجعلها تنتشر بسرعة في المناطق الاستوائية، حيث تتوفر الظروف المثالية لنمو اليرقات، مثل الرطوبة العالية والحرارة المعتدلة. في الواقع، يمكن ليرقات هذه الذبابة أن تكبر وتتكاثر داخل الجروح نفسها، مما يزيد من حجم الضرر ويجعل العلاج أكثر تعقيداً.
أعراض وانتشار آفة آكلة اللحم
تشمل أعراض آفة آكلة اللحم مجموعة من العلامات الواضحة التي يجب مراقبتها، مثل تغيرات سلوكية عند الإنسان أو الحيوانات، بما في ذلك الاكتئاب أو التصرفات العصبية مثل اهتزاز الرأس. كما أن رائحة اللحم الفاسد تنبعث من الجروح المصابة، مما يشير إلى وجود اليرقات داخلها، بالإضافة إلى عزل المصاب عن الآخرين أو الحيوانات الأخرى. هذه الأعراض تكون شديدة الخطورة، خاصة إذا لم يتم اكتشافها مبكراً، حيث يمكن أن تؤدي إلى عدوى خطيرة أو حتى الوفاة في حالات متقدمة. أما بالنسبة لانتشار هذه الآفة، فهي تستهدف بشكل أساسي الماشية والطيور والغزلان، لكنها يمكن أن تصيب البشر أيضاً، خاصة في المناطق الريفية حيث يكثر التعرض لللدغات أو الجروح. في السابق، تم القضاء عليها في الولايات المتحدة من خلال حملات مكثفة عام 1966، وتستمر الجهود في أمريكا الوسطى للحد من انتشارها. حالياً، تنتشر هذه الذبابة على نطاق واسع في دول مثل كوبا وهايتي وجمهورية الدومينيكان، بالإضافة إلى مناطق أخرى في أمريكا الجنوبية، حيث تشكل تهديداً دائماً للصحة العامة والاقتصاد الزراعي. للوقاية من هذه الآفة، يُنصح بتغطية الجروح جيداً والبحث عن العلاج الطبي فوراً عند ملاحظة أي علامات مشبوهة، مع التركيز على البرامج الوقائية في المناطق المتضررة للحد من تكاثرها وانتشارها. بشكل عام، يظل فهم آليات تغذيتها وتكاثرها أمرًا حيويًا لمواجهة هذه التحديات الصحية في العالم.