السيسي: لا سلام حقيقي إلا بدولة فلسطينية مستقرة
أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أهمية السلام العادل والشامل في المنطقة، مؤكداً أن تحقيقه يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية. في كلمة ألقاها خلال احتفال القاهرة بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء، شدد السيسي على أن هذا النهج هو الوحيد القادر على كسر دائرة العنف والانتقام، مما يمهد الطريق لسلام دائم ومستقر.
التأكيد على السلام العادل
في سياق حديثه، أبرز السيسي أن السلام بين مصر وإسرائيل، الذي تم بفضل الوساطة الأمريكية، يمثل نموذجاً يُحتذى لإنهاء الصراعات وتعزيز الاستقرار. قال إن مصر كانت واضحة منذ البداية في موقفها، مطالبة بوقف إطلاق النار فوراً، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتدفق المساعدات الإنسانية بكميات كافية إلى غزة. كما رفض بشدة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، معتبراً ذلك خطوة غير مقبولة تؤدي إلى تفاقم الأزمة.
بالإضافة إلى ذلك، أكد السيسي أن مصر تقف كحاجز قوي أمام أي جهود لتصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية الإسلامية. وفي كلمته، دعا إلى تبني نهج مشترك يؤكد أن السلام العادل هو الخيار الأمثل للجميع، مع التعبير عن أمل في أن يلعب المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، دوراً فاعلاً في هذا الاتجاه. وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية السابقة، رغم فشلها مؤخراً، تظل تشكل أساساً للحوار المستقبلي.
الاستقرار كمرادف للسلام
يبرز الاستقرار كعنصر أساسي في حل النزاعات الإقليمية، حيث يرى السيسي أن السلام لن يتحقق دون معالجة جذور الصراع. في هذا السياق، يذكر أن آخر اتفاق لوقف إطلاق النار انهار في مارس الماضي، مما أدى إلى استئناف القصف الإسرائيلي على غزة وإحباط المقترحات المشتركة من مصر والولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، يؤكد السيسي أن الالتزام بالقرارات الدولية يمكن أن يفتح أبواباً جديدة للسلام، مشدداً على أن التعاون العربي والدولي هو المفتاح لإنهاء الدورة المتكررة من العنف.
في الختام، يؤكد الرئيس المصري أن السلام العادل ليس مجرد هدف بعيد، بل هو ضرورة لضمان مستقبل أفضل للشعوب في المنطقة. يجب أن يشمل هذا السلام جهوداً مكثفة لإعادة بناء الثقة، مع التركيز على حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة. وفي ظل التحديات الحالية، يدعو إلى تضافر الجهود لتجنب المزيد من التصعيد، مما يعزز فرص السلام الدائم ويحقق الاستقرار الشامل. إن الالتزام بهذه الرؤية يمكن أن يغير مسار التاريخ في المنطقة، حيث يصبح السلام ليس حليفاً مؤقتاً، بل واقعاً يومياً يعزز العدالة والأمن للجميع.