الوسطية والاعتدال: ركائز حاسمة أمام التحديات العصرية

لقاء مع الشيخ أبو بكر أحمد

في هذا اللقاء المتميز، نستعرض رحلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الديار الهندية، الذي جمع بين الأصالة الإسلامية والتجديد المعاصر. بدأت مسيرته العلمية في مدرسة أوثوبلي لتحفيظ القرآن، تحت إشراف الشيخ عبد الله مسليار، ثم تابع دراسته في حلقات علمية متنوعة، مثل تلك التابعة للشيخ عبد الحميد مسليار وبوكور كتي مسليار، حيث ركز على حفظ القرآن ودراسة الحديث. تأثر الشيخ بعلماء بارزين مثل الشيخ ك. ك. أبو بكر حضرة والشيخ حسن حضرة، مما شكل منهجيته في الفتوى والدعوة، حيث يجمع بين الالتزام بالتراث والانفتاح على الواقع. هذا النهج جعله نموذجًا للتوازن بين الاعتزاز بالهوية الإسلامية والتفاعل مع الآخر، مؤكدًا أن الإسلام الوسطي يمكن أن يكون جسرًا للسلام في عالم مليء بالصراعات.

حوار مع مفتي الديار الهندية

يبرز دور المؤسسات الإسلامية الهندية في الحفاظ على العقيدة والتصدي للتطرف، كما في جامعة مركز الثقافة السنية، التي تعزز الخطاب الديني المعتدل. الشيخ يؤكد أن التجديد يعني إعادة تقديم التعاليم الإسلامية لمواجهة التحديات الحديثة، مع التركيز على الحوار الديني ومكافحة خطاب الكراهية عبر الإعلام الرقمي. فيما يتعلق بالخلافات الطائفية، يرى أنها ليست تهديدًا لوحدة المسلمين في الهند، بل فرصة لتعزيز الاحترام المتبادل. أما تحديث المناهج التعليمية، فيقترح دمج قضايا العصر مثل التعددية والتكنولوجيا مع الحفاظ على الهوية الدينية، من خلال هيئات متخصصة مثل هيئة التعليم السني. يؤكد الشيخ أن دور العلماء في عصرنا يتطلب الوعي بالمستجدات الاجتماعية، مع الالتزام بالشورى في إصدار الفتاوى، خاصة في قضايا مثل حقوق المرأة، حيث يدافع عن فقه يمنحها حقوقها الشرعية مع تطوير دورها في المجتمع.

بالنسبة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، يرى الشيخ فرصًا لتعزيز التعاون الدعوي والتعليمي، مشيدًا بمبادرات مثل مؤتمر مكة للوحدة الإسلامية، التي تعزز الوسطية وتواجه التطرف. من منظور إنساني، يدعو لدعم قضايا المسلمين العالمية مثل فلسطين والأقلية الإيغورية من خلال الوحدة والوسائل المشروعة. في عصر التكنولوجيا، يرى أن الفتوى تحتاج إلى آليات حديثة للنشر، مع الحفاظ على أصولها الشرعية. أما تأثير المنصات الرقمية، فيؤمن بأنها أداة لنشر الفهم المعتدل للإسلام، طالما استخدمت بحكمة. وضع المسلمين في الهند مستقر، مع حرية في التعليم والدين، رغم بعض التحديات. رسالته لعلماء الأمة هي مواجهة الإسلاموفوبيا بالقدوة الحسنة، وكلمته للدعاة هي التمسك بالعقيدة مع التوعية بالمستجدات، دون تأييد للتطرف.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *