استهداف محطة عطبرة يجرف شمال السودان نحو الظلام الدامس
كشفت شركة كهرباء السودان عن تعرض محطة عطبرة التحويلية في ولاية نهر النيل لاعتداء مسلح باستخدام المسيرات، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. هذا الحادث يمثل الاعتداء الرابع على المنشآت الكهربائية في البلاد، وفق بيان صادر عن الشركة. قوات الدفاع المدني تعمل حاليًا على إخماد الحريق الناتج وتقييم الضرر لاستئناف الخدمات بأسرع وقت ممكن. كما أفادت النيابة العامة بوقوع 10 وفيات وإصابة أكثر من 20 شخصًا في هذا الهجوم.
اعتداء على محطات الكهرباء في السودان
في الفترة الأخيرة، شهدت عدة محطات كهربائية في السودان هجمات مشابهة، حيث استهدفت قوات الدعم السريع محطة عطبرة ومحطة أم دباكر لتوليد الكهرباء في ولاية النيل الأبيض، بالإضافة إلى سد مروي، الذي يُعد أكبر مشروع كهرومائي في البلاد. هذه الهجمات تؤثر بشكل مباشر على الإمداد الكهربائي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق واسعة من السودان.
هجمات على البنية التحتية خلال النزاع
أما في سياق النزاع المستمر منذ 15 أبريل 2023 بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فقد أسفرت الحرب عن كارثة شاملة. أدى القتال إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، مع تسجيل أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وفق التقديرات المتاحة. كما أن مناطق عديدة في البلاد تعاني من المجاعة بسبب تفاقم الوضع الأمني، مما يهدد حياة المواطنين ويدمر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. هذه الهجمات على المنشآت الحيوية ليس لها تأثير اقتصادي فحسب، بل تعزز من انتشار الفوضى والعنف في مختلف الولايات.
بالإضافة إلى ذلك، أدت هذه الاعتداءات إلى تعطيل الحياة اليومية لسكان المناطق المتضررة، حيث يعاني الناس من نقص الطاقة الكهربائية الذي يؤثر على المستشفيات، المدارس، والمنازل. الجهود لإصلاح الضرر مستمرة، لكن الوضع العام يظل هشًا بسبب استمرار النزاع. في الوقت نفسه، يبرز هذا الواقع كجزء من أزمة أوسع تشمل تفاقم النزوح الداخلي واللجوء إلى دول مجاورة، مما يزيد من الضغط على الموارد الإنسانية في المنطقة. من الضروري التركيز على حماية البنية التحتية لتجنب تفاقم الكارثة، خاصة مع تزايد التحديات الإنسانية مثل نقص الغذاء والرعاية الصحية.
في الختام، يعكس هذا الاعتداء المتكرر على محطات الكهرباء عمق الأزمة في السودان، حيث يؤدي الصراع إلى تدمير المنشآت الحيوية وتعزيز الفقر والمعاناة بين السكان. الجهات المعنية تواصل العمل لإعادة الإعمار، لكن الحل الشامل يتطلب وقفًا فوريًا للقتال لاستعادة الاستقرار.