اتهامات خطيرة من مستشار سابق في أرامكو السعودية تطال قادة جنوبيين بـ”استثمارات ضخمة في دبي”
كشفت تغريدة مثيرة للجدل من قبل صالح العمار، المستشار السابق في شركة أرامكو السعودية، عن اتهامات خطيرة توجه إلى قيادات يمنية جنوبية، حيث زعم أنهم يقومون باستثمارات هائلة في مشاريع عقارية وتجارية في دبي بالإمارات العربية المتحدة. هذه التصريحات، التي أثارت جدلاً واسعاً، تأتي في وقت يعاني فيه اليمن من أزمة إنسانية واقتصادية حادة، مما يبرز التناقض بين هذه الاستثمارات الخارجية وواقع المواطنين الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية.
أزمة الاستثمارات الخارجية في اليمن
تسلط هذه الاتهامات الضوء على المفارقة الواضحة بين الاستثمارات الضخمة التي يقوم بها بعض القادة اليمنيين في الخارج، وبين الانهيار الشبه كامل للبنية التحتية في المحافظات الجنوبية. يشير العمار إلى أن هذه المشاريع تشمل عقارات فاخرة في دبي، في حين تتعرض المناطق اليمنية لانقطاع الكهرباء والمياه، وتدهور الخدمات الصحية والاقتصادية. هذا الوضع يثير أسئلة حول مصادر هذه الأموال ومشروعيتها، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للعملة المحلية. محللون يرون أن مثل هذه الاتهامات تعبر عن غضب شعبي متزايد تجاه القيادات السياسية، التي يُنظر إليها على أنها تستغل الوضع لمصلحتها الشخصية، بينما يعاني السكان من نقص الموارد الأساسية.
الادعاءات المالية والتأثيرات السياسية
وفي السياق نفسه، يبرز العمار استثناءً لعيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وصفه بأنه قائد واضح وشجاع يسعى لتحقيق العدالة للجنوبيين، رغم التحديات التي يواجهها. ومع ذلك، فإن التغريدة بشكل عام أثارت ردود فعل متنوعة في الأوساط السياسية والشعبية اليمنية، حيث يرى البعض أنها تكشف عن فساد مستشري، بينما يعتبرها آخرون محاولة لإثارة الشكوك أو تسوية حسابات شخصية. هذه الاتهامات تأتي في وقت يشهد فيه اليمن تحولات سياسية معقدة، مع تداخل المصالح المحلية والإقليمية، مما يعمق الصراعات ويزيد من معاناة السكان. كما أن العمار لم يخف سخريته من الخطاب السياسي التقليدي الذي يقدس القيادات ويتجاهل أخطاءها، مشيراً إلى أن مثل هذه الاتهامات قد تكون بداية لنقاش أوسع حول إصلاح المنظومة السياسية لضمان العدالة الاجتماعية والشفافية. في النهاية، تطرح هذه القضية أسئلة جوهرية حول مستقبل اليمن، حيث تبرز الفجوة بين ثراء النخب ومعاناة المواطنين، مما يدفع نحو ضرورة تغييرات جذرية لتحقيق حياة كريمة للجميع.