د. الربيعة يطلق برنامج سمع السعودية التطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي في تونس

في قلب العاصمة التونسية، شهدت أمس إحدى اللحظات الإنسانية البارزة التي تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالعمل الخيري العابر للحدود. تم تدشين برنامج “سمع السعودية” التطوعي، الذي يركز على زراعة القوقعة وتأهيل السمعي، كخطوة تؤكد على الروابط التاريخية بين المملكة وتونس. حضر الحدث كبار الشخصيات، بما في ذلك المستشار بالديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، إلى جانب السفير السعودي في تونس والدبلوماسيين والممثلين الدوليين، مما أبرز التعاون الدولي في مجال الإغاثة.

تدشين برنامج سمع السعودية في تونس

خلال الاحتفال، نقل الدكتور عبدالله الربيعة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء، للشعب التونسي، مع تمنيات بالتقدم والازدهار. أعرب عن سعادته بمشاركة فريق طبي سعودي مميز في هذا البرنامج، الذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي ترجع أصولها إلى أكثر من قرن. في كلمته، أكد أن العمل الإنساني يمثل جزءًا أساسيًا من هوية المملكة، حيث يتجاوز كونه مساعدات مادية ليصبح رؤية حضارية تعزز الأمل وتقوي الروابط بين الشعوب. مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يشرف عليه، قد حقق إنجازات كبيرة خلال العقد الماضي، بتنفيذ نحو 4,000 مشروع في 106 دول بتكلفة تجاوزت الـ8 مليارات دولار أمريكي، مما يؤكد التزام المملكة بالاستجابة السريعة للنداءات الإنسانية عالميًا.

برنامج “سمع السعودية” يبرز كواحدة من أبرز المبادرات الإنسانية للمركز، حيث ساهم في إعادة السمع لآلاف الأطفال، مما مكنهم من سماع أصوات أسرهم لأول مرة وإنعاش حياتهم. في هذا السياق، أعلن الدكتور الربيعة عن توسيع البرنامج في تونس من خلال أربعة مشاريع تطوعية، تشمل إجراء 50 عملية زراعة للقوقعة وتدريب 50 أسرة على استخدام السماعات السمعية، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الكوادر الطبية في البلدين لتبادل الخبرات. هذه الجهود تأتي ضمن البرامج التطوعية الشاملة التي تنظمها المملكة لدعم القطاع الصحي في الدول المحتاجة، مما يعزز الخدمات الطبية ويساهم في تحسين جودة الحياة للمرضى.

المبادرة الإنسانية لتأهيل السمعي

تُمثل هذه المبادرة امتدادًا للجهود السعودية في مجال الرعاية الصحية، حيث تركز على الاستدامة والتأثير الطويل الأمد. من خلال تدريب الأسر وتبادل الخبرات، يهدف البرنامج إلى بناء قدرات المؤسسات الطبية في تونس، مما يضمن استمرارية الرعاية بعد انتهاء المشاريع. هذا النهج يعكس رؤية المملكة في تحويل الإغاثة إلى عمل مؤسسي يعتمد على الاحتراف والسرعة، مع التركيز على الأطفال كأساس للمستقبل. في ظل التحديات العالمية، يبرز هذا البرنامج كقدوة في تعزيز التكافل الإنساني، حيث يساهم في تعزيز السلامة الصحية ودعم التنمية المستدامة. بالفعل، يعد تدشينه في تونس خطوة حاسمة نحو بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وصحة، مما يعزز من مكانة المملكة كقوة إيجابية في الساحة الدولية. هذه المبادرة ليست مجرد مساعدة عابرة، بل هي استثمار في الأجيال القادمة، حيث يتم ربط الجهود الطبية بالتعليم والتدريب لضمان تأثير دائم. بشكل عام، يؤكد برنامج “سمع السعودية” على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الصحية، مما يفتح آفاقًا جديدة للشراكات المستقبلية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *