إطلاق أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي: تأهيل 10 آلاف قائد ومبتكر مستقبلي
في خطوة تُعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، أعلنت الحكومة الإماراتية عن إطلاق «أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي»، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى تأهيل 10 آلاف قائد ناشئ ورواد أعمال في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود دبي الاستراتيجية لتعزيز الاقتصاد الرقمي وتعزيز التنمية المستدامة، مع الاستفادة من التقدم التكنولوجي لمواجهة تحديات العصر الحديث.
خلفية الإطلاق وأهدافه
أعلنت الأكاديمية في مؤتمر صحفي حضره مسؤولون من حكومة دبي، بما في ذلك ممثلون عن دائرة التنمية الاقتصادية والهيئة الاتحادية للذكاء الاصطناعي. وفقًا للإعلان الرسمي، تأتي هذه المبادرة كرد فعل للتحول الرقمي العالمي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في مختلف القطاعات مثل الرعاية الصحية، التعليم، والتجارة الإلكترونية. يهدف البرنامج إلى بناء جيل جديد من القادة والمبتكرين الذين يمكنهم قيادة الابتكار في الإمارات وخارجها.
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في بيان رسمي: “إن أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤيتنا في جعل دبي أكثر المدن ذكاءً في العالم. سنعمل على تأهيل 10 آلاف قائد ناشئ ورواد أعمال ليكونوا في طليعة الثورة التكنولوجية، مما يدعم تنويع الاقتصاد ويفتح فرصًا جديدة للشباب”.
تفاصيل البرنامج التدريبي
ستقدم الأكاديمية برامج تدريبية شاملة تغطي جوانب الذكاء الاصطناعي من الأساسيات إلى التطبيقات المتقدمة. تشمل هذه البرامج:
-
دورات تأهيلية: ستكون متاحة عبر منصات عبر الإنترنت وورش عمل حضورية، وتغطي مواضيع مثل التعلم الآلي، الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، وتطوير التطبيقات. سيتم تصميم الدورات لتناسب مختلف المستويات، بدءًا من المبتدئين إلى المتخصصين.
-
برامج للقادة الناشئين: تهدف إلى تطوير مهارات القيادة والابتكار، مع التركيز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في حل التحديات الاقتصادية والاجتماعية. سيتم اختيار المشاركين بناءً على معايير مثل الإبداع والتفاني.
- دعم رواد الأعمال: ستقدم الأكاديمية تمويلًا وشراكات مع شركات عالمية مثل جوجل ومايكروسوفت، لمساعدة رواد الأعمال على إنشاء مشاريع مبتكرة. كما سيتم تنظيم مسابقات وأحداث لعرض الأفكار الرائدة.
من المتوقع أن يتم تخريج أول دفعة من المشاركين خلال العام المقبل، مع الوصول إلى الهدف الإجمالي لـ 10 آلاف مشارك بحلول عام 2028. كما ستتعاون الأكاديمية مع جامعات عالمية مثل جامعة هارفارد وجامعة ماساتشوستس للتقنية (MIT) لضمان جودة البرامج.
أهمية المبادرة في السياق الإقليمي والعالمي
في ظل التنافس الدولي الشديد في مجال الذكاء الاصطناعي، تُعد هذه المبادرة خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للابتكار. وفقًا لتقارير دولية، من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، وستساهم هذه الأكاديمية في جذب الاستثمارات وخلق آلاف الوظائف في الإمارات.
بالإضافة إلى ذلك، تأتي المبادرة في دعم لأهداف التنمية المستدامة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في حل مشكلات بيئية مثل تغير المناخ والكفاءة الطاقية. في الإمارات، حيث يُولى اهتمامًا كبيرًا للشباب، ستساعد هذه البرامج في تعزيز القدرات المحلية وتشجيع الابتكار المحلي، مما يعزز الاقتصاد غير النفطي.
الخاتمة: نحو مستقبل أكثر ذكاءً
مع إطلاق «أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي»، تؤكد دبي التزامها ببناء جيل من القادة الذين يمكنهم تشكيل المستقبل. هذه المبادرة لن تقتصر على تأهيل الأفراد فحسب، بل ستساهم في تعزيز التعاون الدولي ودفع عجلة الاقتصاد الرقمي. يُدعى الشباب والمهتمين بالانضمام إلى هذه الفرصة ليكونوا جزءًا من الثورة التكنولوجية، مما يعزز من دور الإمارات كقوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. في النهاية، إنها خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وابتكارًا.