صناعة السينما السعودية ضمن رؤية 2030: خطوات مذهلة وإشادة دولية عالمية
رؤية السعودية 2030 قد غيرت مسار صناعة السينما في المملكة، حيث امتد تأثيرها إلى تمكين المواطنين وتعزيز مشاركة الثقافة السعودية مع العالم، مما أدى إلى بناء مجتمع أكثر حيوية وارتفاع في جودة الحياة. في غضون ست سنوات فقط من إعادة فتح دور العرض السينمائي عام 2018، حققت الصناعة قفزات مبهرة، من خلال استثمارات طموحة وتخطيط استراتيجي دقيق، ضمن جهود تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. الآن، يمتد تأثير هذه الرؤية إلى التعاون الدولي، حيث تحولت السعودية من ساحة محدودة للإنتاج إلى مركز إقليمي وعالمي، مع حضور أفلام مثل “نورة” في مهرجان كان السينمائي، مما يعكس التقدم السريع في تمكين المواهب المحلية وتبادل الثقافات.
تأثير رؤية السعودية 2030 على صناعة السينما
منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، شهد قطاع الثقافة والترفيه، وخاصة السينما، نموًا متسارعًا يتوافق مع أهداف التنويع الاقتصادي. تهدف الرؤية إلى أن يساهم قطاع الترفيه بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي وخلق أكثر من 100 ألف وظيفة بحلول عام 2030، وهو ما يتحقق فعليًا من خلال استثمارات ضخمة ورؤية استراتيجية واضحة. على سبيل المثال، انتقلت صناعة السينما من دار عرض واحدة عام 2018 إلى أكثر من 640 دارًا، مع إنتاجات مشتركة مع أكبر العواصم السينمائية العالمية. هذا التقدم لم يقتصر على الكم، بل شمل جودة عالية، حيث حظيت الأفلام السعودية بإشادة دولية وفتحت آفاقًا للتعاون، مدعومة بمؤسسات مثل هيئة الأفلام وصندوق التنمية الثقافية. هذه الجهود لم تنمِ الاقتصاد فحسب، بل أبرزت هوية الثقافة السعودية، مما يعزز الرواية الوطنية ويجعلها جزءًا من الحوار العالمي.
النهضة السينمائية في المملكة العربية السعودية
في ظل هذه النهضة، أصبحت السعودية محورًا إقليميًا ودوليًا للإنتاج السينمائي، مدعومة بإطلاق صندوق الأفلام برأسمال يصل إلى 375 مليون ريال سعودي. هذا الصندوق، الذي يديره بالشراكة مع صندوق التنمية الثقافية، يركز على تحفيز الإنتاج المحلي والدولي، كما في حالة فيلم “7 Dogs” ذو الميزانية الضخمة البالغة 40 مليون دولار، والذي يمثل أعلى إنتاج في تاريخ السينما العربية. كما يلعب مهرجان البحر الأحمر السينمائي دورًا حيويًا كمنصة عالمية، حيث دعم أكثر من 250 صانع أفلام وشارك في تسليط الضوء على أعمال مثل “وداعاً جوليا” و”عائشة” في مهرجانات عالمية مثل كان وفينيسيا. على مستوى البنية التحتية، ارتفع عدد شاشات العرض من 45 عام 2018 إلى أكثر من 650 حاليًا، مع توقعات للوصول إلى 700 بنهاية 2025، مما أدى إلى ارتفاع الإيرادات إلى 3.7 مليار ريال سعودي في عام 2023 وتجاوز مبيعات التذاكر 61 مليون تذكرة منذ إعادة الافتتاح. هذه الإنجازات تجعل السعودية من بين أفضل خمسة أسواق سينمائية عالمية، حيث تسيطر على 47% من إيرادات شباك التذاكر في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الحضور السعودي في المهرجانات الدولية، مثل مشاركة أفلام محلية في مهرجان القاهرة، كيف أن الرؤية لم تقتصر على الداخل بل امتدت لدعم الصناعة في المحيط الإقليمي. مع هذا الزخم، يبقى المستقبل أكثر إشراقًا، حيث تهدف الرؤية إلى تحقيق مساهمة تتجاوز 23 مليار دولار في الاقتصاد وخلق آلاف الفرص الوظيفية، مما يؤكد أن التحول السينمائي جزء أساسي من بناء مجتمع أكثر ازدهارًا وتفاعلاً عالميًا.