هل يفوق سلاح حماس أهمية دماء الفلسطينيين؟
أعلنت حركة حماس رفضها لشرط إسرائيل المتعلق بنزع سلاحها، مما يعني استمرار الصراع الدامي في غزة وتعرض المدنيين الفلسطينيين للقتل والجوع والتشرد اليومي. هذا القرار يثير تساؤلات عميقة حول أخلاقياته، خاصة مع تواجد مقاتلي الحركة في أمان تحت الأنفاق، بينما يدفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً من دمائهم وممتلكاتهم. في ظل هذا الواقع، يبرز الحديث النبوي الذي يؤكد أن حرمة الإنسان أعظم من حرمة الكعبة نفسها، مما يجعلنا نتساءل إن كان التمسك بالسلاح يبرر هدر هذه الحرمة.
حماس وأخلاقيات التمسك بالسلاح
في خضم الأحداث، تحول سلاح حماس من أداة للدفاع إلى هدف بحد ذاته، مما يؤدي إلى دفع المدنيين ثمناً غير محسوب. عمليات مثل تلك في 7 أكتوبر كانت تهدف إلى تحقيق مكاسب، لكنها أسفرت عن نتائج عكسية، حيث أدت إلى اعتقال آلاف الفلسطينيين، وتعرضهم للتعذيب والاغتصاب، ومقتل أكثر من 51 ألف شخص، غالبيتهم أطفال. هل يمكن شرعاً أو أخلاقياً أن تكون دماء الأبرياء ثمناً للاحتفاظ بسلطة أو سلاح؟ الإجابة تكمن في أن هذا النهج يتنافى مع قيمة حماية الإنسان، كما أكدت التراث الإسلامي، حيث يُعتبر هدر دم المسلمين خطيئة كبيرة. إن الاستمرار في هذا المسار يعني تعريض الشعب الفلسطيني للخطر دون تحقيق أي فائدة حقيقية، مما يجعل القرار غير صائب أخلاقياً أو شرعياً.
حماية الشعب الفلسطيني
أمام هذا الوضع، يجب على الوسطاء العرب والقوى الدولية أن يضغطوا على حماس لأولوية حماية دماء المدنيين، بدلاً من التركيز على الحفاظ على السلاح أو السلطة. إسرائيل تستغل هذه السياسات لتبرير هجماتها، مما يجعل الشعب الفلسطيني محاصر بين مطرقة الاحتلال وسندان السياسات الداخلية. من الواضح أن حماس لم تتعلم من أخطاء الماضي، حيث أدت عملياتها إلى دمار واسع دون تحقيق أهداف استراتيجية حقيقية. لذا، يتطلب الأمر تغييراً جذرياً، مثل التنازل عن السلطة لصالح كيان فلسطيني موحد، ليتمكن الشعب من العيش في أمان. معارضة هذه السياسات ليس تخويناً، بل هو دفاع عن قيمة الحياة والكرامة، ومن يهتم حقاً بمصلحة الفلسطينيين سينحاز إلى ما يحميهم من المزيد من الدمار والجوع. في النهاية، يجب أن تكون بوصلة القرارات هي حفظ دماء المدنيين، وأي عملية تؤدي إلى التهديد بهذا الهدف يجب أن تُردع لصالح مستقبل أفضل لأهل غزة.