ظاهرة الشمس المزروبة تظهر في السعودية.. خبير يكشف الأسباب في فيديو حصري
في الآونة الأخيرة، أصبحت السماء في بعض المناطق السعودية مسرحاً لظواهر طبيعية مذهلة، حيث ظهرت هالة حول الشمس في محافظات منطقة جازان، مما أثار إعجاب وتساؤلات الكثيرين. هذه الظاهرة، المعروفة بـ”الشمس المزروبة”، تُعتبر من أبرز العروض الجوية التي تعكس تفاعلات الطبيعة في الغلاف الجوي.
الشمس المزروبة: ظاهرة ساحرة في سماء السعودية
تعد ظاهرة الشمس المزروبة من أكثر الظواهر الجوية إثارة للجدل والدهشة، حيث تظهر كحلقة ضوئية ملونة تحيط بالشمس، وغالباً ما تكون مرتبطة بتغيرات الطقس. في الأيام الماضية، انتشرت لقطات مصورة من منطقة جازان تظهر الشمس محاطة بهذه الهالة الكبيرة، المعروفة أيضاً بـ”سوار الشمس”. يفسر الخبراء هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن مرور أشعة الشمس عبر بلورات جليدية موجودة في طبقات السحب العليا، مثل السحب السمحاقية. هذه البلورات تكسر الأشعة الشمسية بزاوية محددة، عادةً 22 درجة، مما ينتج عنه تلك الحلقة الملونة المهيبة التي تبدو كقوس قزح حول الشمس. وفقاً لأحد المتخصصين في علم المناخ، فإن هذه الظاهرة تشير إلى وجود رطوبة عالية في الطبقات العليا من الجو، مما قد يعني اقتراب تغييرات طقسية، مثل هطول الأمطار. في الواقع، لقد أثار ظهورها جدلاً واسعاً بين السكان، حيث يتردد أن القدماء كانوا يعتبرونها علامة على اقتراب موسم الأمطار، مما يجعلها ليس مجرد حدث بصري بل ربما تنبؤاً طبيعياً.
بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن هذه الظاهرة ليست نادرة في المناطق ذات المناخ الرطب أو المناطق التي تشهد تغيرات جوية سريعة، مثل جازان في المملكة العربية السعودية. الشمس المزروبة تعكس كيفية تفاعل الضوء مع العناصر الجوية، حيث تُنتج ألواناً زاهية تتراوح بين الأحمر والأزرق، مما يمنح السماء منظراً فنياً يذكرنا بقوة الطبيعة. هذا النوع من الظواهر يساعد في تعزيز الوعي البيئي، إذ يدفع الناس للتفكير في كيفية تأثير الظروف الجوية على حياتهم اليومية. على سبيل المثال، في حالات مشابهة، قد تكون هذه الهالة مؤشراً على زيادة الرطوبة التي تسبق عواصف أو أمطار مفيدة، خاصة في مناطق صحراوية مثل السعودية حيث يُعتبر المطر نعمة.
سوار الشمس: أسبابها وتأثيراتها على الطقس
سوار الشمس، كمرادف للشمس المزروبة، هو مصطلح يشير إلى نفس الظاهرة الضوئية التي تحدث بسبب انكسار الضوء في الجو. يحدث هذا عندما تتجمع بلورات الجليد في السحب العليا، مما يؤدي إلى تشتيت الأشعة الشمسية وإنشاء حلقة واضحة. من الناحية العلمية، تعتمد شدة ووضوح هذه الهالة على عوامل مثل درجة الحرارة، مستوى الرطوبة، وكثافة السحب. على سبيل المثال، في حالة جازان، أدت الظروف الجوية المحلية إلى ظهور هذه الهالة بشكل بارز، مما جعلها حدثاً يستحق المناقشة. وفقاً للدراسات المناخية، قد تكون هذه الظاهرة مرتبطة بتغيرات مناخية أوسع، مثل تأثيرات الاحترار العالمي الذي يزيد من توافر الرطوبة في الجو.
بالإضافة إلى أسبابها الفيزيائية، فإن سوار الشمس يحمل دلالات ثقافية وتاريخية في المنطقة. في الماضي، كان الناس يرون فيها علامة على الخصوبة أو الغزارة، حيث يُعتقد أنها تسبق هطول الأمطار التي تعزز الزراعة والحياة اليومية. هذا الارتباط بين الظاهرة والطقس يجعلها أكثر من مجرد مشهد جمالي؛ إنها تذكير بتداخل العلوم الطبيعية مع التراث الشعبي. في السياق الحديث، يساعد فهم هذه الظاهرة في توقع الطقس بشكل أفضل، مما يفيد في مجالات مثل الزراعة والتنبؤ بالعواصف. على سبيل المثال، إذا ظهرت الهالة في أوقات معينة، قد يستعد السكان لتغييرات في الطقس، مثل زيادة فرصة المطر الذي يُعتبر حاسماً في المناطق الجافة.
في الختام، تظل ظاهرة الشمس المزروبة أو سوار الشمس مصدر إلهام وتعلم، حيث تجمع بين الجمال البصري والدلالات العلمية. في السعودية، وخصوصاً في جازان، تُذكرنا هذه الظواهر بأهمية مراقبة السماء والاستفادة منها لفهم الطبيعة بشكل أعمق. مع تزايد الوعي بالتغيرات المناخية، يمكن أن تكون مثل هذه الظواهر أداة قيمة للتنبؤ بالأحداث الجوية المستقبلية، مما يعزز الاستعداد والتكيف مع بيئتنا المتغيرة.