هل أسطورة العجوز وشيشناق حقيقه؟ .. الاحتفال براس السنه الأمازيغية وماهي مظاهر الاحتفال والاساطير التي دارت حولها؟
الاحتفال براس السنه الأمازيغية يرجع الى شهر يناير، (أو ناير كما يسمى في بعض اللهجات الأمازيغية والمغاربية) وهو أول أشهر السنة التي تبدأ من 950 سنة قبل الميلاد، وذلك لأنها تتفوق على السنة الميلادية بـ950 سنة، ويصادف يناير اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية، وهو مرتبط بمعتقدات قديمة في الثقافات الأمازيغية، حيث يعتقدون أن من يحتفل به سيحظى بسنة مليئة بالنجاح والسعادة، وتختلف طقوس الاحتفال بين القبائل الأمازيغية، بل حتى بعض القبائل العربية تشارك في هذه الاحتفالات، ومن أهم تقاليد هذا اليوم تناول وجبتي أوركيمن والكسكس التي تعد أحد الأطباق الأمازيغية الشهيرة التي أصبحت جزءاً من المأكولات العالمية.
الاساطير التي دارت حول الاحتفال براس السنه الأمازيغية
يحتفل الأمازيغ بشهر ينار أو يناير في عدة دول من شمال أفريقيا، مثل الجزائر والمغرب وتونس، إضافة إلى بعض المناطق في مالي والساحل ونيجيريا، ويتداخل هذا الاحتفال مع العديد من الأساطير والمعتقدات الشعبية التي تروي تاريخه وأصوله، وتختلف من منطقة لأخرى:
- أسطورة العجوز التي تروي عن امرأة عجوز تحدت قوى الطبيعة، فخرجت مع عنزاتها في عز شتاء يناير القارص، ظناً منها أنها قادرة على الصمود بفضل قوتها الشخصية، وغضب يناير لهذا التحدي وطلب من شهر فبراير أن يعاقبها، فحل البرد القارس وأصاب العجوز وعنزاتها بالتجمد.
- في بعض المناطق، يحتفل بيوم يناير تفاؤلاً بموسم فلاحي جيد ومثمر، ويعتبر بداية الانطلاق نحو الزراعة في معظم الثقافات الأمازيغية.
- يعتقد البعض أن رأس السنة الأمازيغية يعود للاحتفال بانتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر، رغم أن هذا الانتصار لم يحدث تاريخياً، حيث ولد شيشناق بعد وفاة رمسيس الثاني بقرن.
مظاهر الاحتفال
تتنوع مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة حسب العادات والتقاليد المحلية في مختلف المناطق، حيث يعكس كل احتفال هوية الأمازيغيين والموروث الثقافي لهم، ومن أهم هذه الطقوس والعادات:
- في بعض المناطق، يضع الرجال عصياً طويلة من القصب في المزارع والحقول ليتوقع أن تكون غلال السنة الفلاحية الجديدة جيدة وتنمو بسرعة.
- يقوم الأطفال بقطف الزهور والورود عند مداخل المنازل، ويرتدون ملابس جديدة، كما يحلقون رؤوسهم في هذه المناسبة.
- يستمر الاحتفال في السهر على رقصات أحواش وأداء أنغام الروايس التي تمثل جزء من التراث الأمازيغي.
- في اليوم الأول من السنة، تقوم النساء بحمل تاكلا أو بركوكش غير مملح إلى مكان خارج القرية وتتركه في مكان معروف دون أن يتحدثن، وذلك كنوع من تقديم الطعام للجن.
- في صباح اليوم التالي، تقوم النساء والفتيات بجمع الأعشاب من الحقول الخضراء حول القرية، مثل أكلاس (ربيع الشعير) وتيفراضين (سعف النخيل)، وذلك للاحتفال ببداية السنة الأمازيغية بلون أخضر يمثل الخصوبة والطبيعة.
- في منطقة القبائل بالجزائر، يذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء، ويتم تحضير عشاء جماعي تحضره النساء ويشارك فيه أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء. وتعتبر هذه الطقوس فألا للوقاية من الحسد والعين.