من العصور القديمة والي الان .. تعرف علي موعد راس السنة الأمازيغية وكيفية الاحتفال بها
يعد راس السنة الأمازيغية، الذي يحتفل به في 12 يناير من كل عام، مناسبة هامة في الثقافة الأمازيغية، حيث يعد يوماً يعبر عن التراث الغني للشعوب الأمازيغية التي تواجدت في شمال إفريقيا لآلاف السنين، ويعرف هذا اليوم باسم يناير كوأو الناير، ويحتفل به الأمازيغ في عدة دول مثل الجزائر، المغرب، تونس، وليبيا، ويعكس ارتباطهم العميق بتاريخهم وثقافتهم، يتسم الاحتفال بهذا اليوم بالعديد من العادات والتقاليد التي تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن الجميع يتفق على كونه يوماً للاحتفال بالهوية الأمازيغية.
راس السنة الأمازيغية
يعود تاريخ رأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، ويعتقد أن هذا اليوم يرمز إلى بداية السنة الزراعية الجديدة، حسب التقويم الأمازيغي، الذي يعتمد على الدورة الشمسية، يعتبر هذا اليوم بداية العام 2975 في التقويم الأمازيغي، ويعتقد أنه يرتبط ببداية موسم الفلاحة ونجاح الحصاد، التقويم الأمازيغي هو تقويم شمسي يعتمد على الدورة السنوية للشمس، ويختلف عن التقويم الميلادي الذي يعتمد على الدورة الشهرية للقمر، قد يعتقد أن هذا اليوم هو مناسبة للاحتفال بالزرع والحصاد، ولذلك يتم الاستعداد له في المناطق الزراعية بشكل خاص، أحد التفسيرات الأخرى لاحتفال رأس السنة الأمازيغية يعود إلى انتصار الملك الأمازيغي شيشنق الأول في 950 قبل الميلاد، حيث قام بتأسيس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين.
عادات وتقاليد الاحتفال
تتميز احتفالات رأس السنة الأمازيغية بالعديد من العادات المميزة، حيث يحضر الطعام التقليدي مثل الكسكس والبركوكس المصنوع من الحبوب، ويعد هذا اليوم فرصة للأمازيغ لالتقاء أفراد الأسرة والأصدقاء، حيث يتم تنظيم الولائم التي تشمل الأطباق التقليدية التي تعد خصيصاً لهذا اليوم، كما يحرص الأمازيغ على تحضير الحلويات الخاصة مثل الشخشوخة والزيتون، التي تعتبر جزءاً من الطقوس الخاصة بهذا اليوم.
رأس السنة الأمازيغية بين الماضي والحاضر
رغم أن رأس السنة الأمازيغية كان في البداية يحتفل به بشكل محلي بين أفراد المجتمعات الأمازيغية، فقد أصبح اليوم حدثاً ثقافياً هاماً في العديد من الدول شمال إفريقيا، في الجزائر، على سبيل المثال، تم الاعتراف به رسمياً يوماً عطلة وطنية منذ عام 2018، وذلك إيماناً بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية وتعزيزها، في السنوات الأخيرة، شهدت الاحتفالات بهذا اليوم تطوراً ملحوظاً، حيث أصبح يشارك فيه جميع أفراد المجتمع، من مختلف الخلفيات والشرائح الاجتماعية.