الحصبة تنتشر من لندن إلى قلب إسرائيل
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن تسجيل حالة إصابة بفيروس الحصبة في منطقة تل أبيب، مما يعزز مخاوف من انتشار المرض في البلاد، خاصة مع التقارير العالمية التي تشير إلى عودة الحصبة في دول متعددة. الشخص المصاب وصل إلى إسرائيل من لندن عبر رحلة لشركة طيران العال في الجمعة الماضي، وقد قضى وقتًا في أماكن عامة بتل أبيب وهرتسيليا، دفع ذلك السلطات إلى إصدار تحذيرات فورية للمواطنين لمراقبة الأعراض وتأكيد حالة التطعيم.
الحصبة في إسرائيل: مخاطر تفشي المرض
مع تسجيل هذه الحالة، أكدت وزارة الصحة الإسرائيلية أن الإصابة تم تشخيصها بعد ظهور أعراض مثل الحمى الشديدة، السعال، سيلان الأنف، والطفح الجلدي الأحمر. المصاب استقل قطارًا إلى محطة جامعة تل أبيب وزار غرفة ألغاز ومطعمًا في هرتسيليا يوم السبت، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى. أوصت السلطات الصحية الأفراد الذين كانوا في تلك الأماكن خلال الفترة المحددة بمراقبة أي أعراض قد تظهر خلال 7 إلى 18 يومًا، مع التركيز على التأكد من تلقي لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، الذي يُعتبر الأكثر فعالية في الوقاية.
انتشار العدوى المعدية عالميًا
الحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الرذاذ من السعال أو العطس، ويمكن أن يبقى الفيروس نشطًا في الهواء أو على الأسطح لساعات. الأعراض الأولية تشمل الحمى، السعال، سيلان الأنف، والتهاب العينين، تليها بقع كوبليك داخل الفم وبعدها الطفح الجلدي الذي ينتشر من الوجه إلى الجسم بأكمله. الأطفال دون الخامسة، البالغون فوق الثلاثين، والحوامل غير الملقحين هم الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الأذن الوسطى، أو التهاب الدماغ. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أسفرت الحصبة عن وفاة حوالى 107,500 شخص في عام 2023، غالبيتهم أطفال غير ملقحين.
في السياق العالمي، تشهد دول متعددة عودة تفشي الحصبة بسبب انخفاض معدلات التطعيم الناتج عن تردد الأفراد أو معتقدات دينية وثقافية. على سبيل المثال، سجلت الولايات المتحدة 483 حالة في تكساس ونيو مكسيكو حتى مارس 2025، مع تسجيل وفاتين، وهو أعلى معدل منذ 2015. كذلك، فقدت دول أوروبية مثل ألبانيا واليونان والمملكة المتحدة مكانتها كدول خالية من الحصبة في 2018. في أستراليا، تم رصد حالة على متن رحلة دولية في ديسمبر 2024، مما أدى إلى تحذيرات مشابهة، بينما شهدت هولندا تفشيًا في 2013 بين مجتمعات رفضت التطعيم، أثر على أكثر من 2600 شخص.
رغم توفر لقاح فعال منذ عام 1963، يظل المرض تهديدًا عالميًا بسبب انخفاض التغطية اللقاحية في بعض المناطق. مبادرات مثل تلك المدعومة من منظمة الصحة العالمية واليونيسف ساهمت في تطعيم أكثر من 2.9 مليار طفل منذ 2001، لكن التحديات المتزايدة تجعل من الضروري تعزيز الجهود الوقائية لمنع انتشار مثل هذه العدوى.