يعد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فرصة ثمينة لكل مسلم للحصول على الثواب الجزيل وتحقيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونيل مغفرة الله تعالى، وعلى المسلم أن يستفيد من هذه الأيام ويتقرب إلى الله من خلال الصيام والتصدق وقراءة القرآن وذكر الله، ومع بداية أول أيام ذو الحجة، زادت استفسارات المسلمين حول حكم قص الشعر والاظافر للمضحي، وهذا ما سنوضحه استنادًا إلى الأحكام الشرعية والقرآن والسنة.
حكم قص الشعر والاظافر للمضحي
قال الإمام ابن باز رحمه الله: “من أراد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية الهلال أو بمرور ثلاثين يومًا من شهر ذي القعدة، فإنه يحرم عليه أن يأخذ أي شيء من شعره أو أظافره أو جلده حتى يذبح الأضحية”، مستندًا إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا رأيتم هلال ذي الحجة – وفي رواية أخرى – في أيام العشر، فابدأوا، وإذا أراد أحدكم أن يضحي، فليكف عن شعره وأظافره” (رواه أحمد ومسلم)
وفي بداية شهر ذي الحجة (الأول منه)، يستحب لمن يعتزم تقديم الأضحية أن لا يقص شعره من رأسه أو وجهه أو جسده، وكذلك أظافره حتى تكتمل عبادة الأضحية، وهذا الاتباع لحديث أم سلمة رضي الله عنها التي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي”.
الشروط التي يجب توفرها في المضحي
هناك عدة شروط يجب أن تتوافر في الشخص الذي يقوم بالأضحية، وفيما يلي توضيح لها:
- لكي تكون الأضحية صحيحة، يجب أن يكون الشخص الذي يضحي مسلمًا، حيث لا تصح من الكافر أو المشرك بالله تعالى.
- على المضحي أن ينوي تقديم الأضحية، لأنه لا يجوز الذبح من دون وجود نية الأضحية، فقد يكون الذبح لهدف آخر غير الأضحية.
- أن ينوي المضحي الأضحية، إذ إن الأضحية لا أن يكون حرًا وليس عبدًا
- يجب أن يكون لالغًا، وهناك اختلاف في آراء الفقهاء حول هذا الشرط؛ حيث قال الحنفية والمالكية إنه يستحب أن تكون الأضحية من مال الصغير، بينما قال الشافعية والحنابلة إنه لا تسن الأضحية من مال الصغير.
- أن يمتلك مالًا يكفي لتغطية تكاليف الأضحية، وألا يكون بحاجة إلى ثمنها لأمور ضرورية في حياته، فإذا كان فقيرًا فلا يُستحب له القيام بهذه الأضحية.