تدابير صارمة استعدادًا للحج: منع الدخول إلى مكة إلا في 3 حالات.. إيقاف تصاريح العمرة للسعوديين من 29 أبريل.. عقوبات تصل إلى غرامة 50 ألف ريال وسجن 6 أشهر

تقوم المملكة العربية السعودية بجهود مكثفة لاستقبال موسم الحج هذا العام، مع التركيز على تعزيز الإجراءات الأمنية لتجنب أي مشكلات محتملة، وضمان أن يتمتع الحجاج بأعلى مستويات الأمان والراحة أثناء أداء مناسكهم. تشمل هذه الاستعدادات سلسلة من القرارات الرسمية التي تهدف إلى تنظيم الوصول إلى مكة المكرمة، حيث يُقصر الدخول على فئات محددة فقط للحفاظ على الانتظام والسلامة.

استعدادات الحج

في هذا السياق، أصدرت وزارة الداخلية قرارات صارمة تحد من الدخول إلى مكة المكرمة، حيث يُسمح فقط لأصحاب التصاريح الرسمية. يتعلق ذلك بثلاثة أنواع من الوثائق الوحيدة التي تمنح هذا الحق: تصريح عمل ساري المفعول صادر من جهة مختصة في العاصمة المقدسة، أو هوية مقيم صادرة من مكة المكرمة، أو تصريح حج معتمد. كما طالبت الهيئة العامة للطيران المدني شركات الطيران بإبراز لوحات إرشادية واضحة في منصات الصعود، لتنبيه المسافرين بأن حاملي تأشيرات العمرة أو السياحة أو الزيارة غير مسموح لهم بالدخول أو أداء مناسك في مكة، إلا إذا كانوا يحملون تأشيرة حج صالحة. هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة شاملة لتنظيم الموسم، حيث شددت وزارة السياحة على إيقاف جميع عمليات الحجز والتسكين في مكة ابتداءً من 29 أبريل وحتى نهاية الموسم، مع الاستثناء لأصحاب تأشيرة حج أو تصريح عمل أو سكن رسمي. يُطبق ذلك على جميع مكاتب الخدمات السياحية ومنصات الضيافة، مع تطبيق عقوبات نظامية على المخالفين، لضمان الالتزام بالضوابط وتعزيز التعاون مع الجهات المعنية. هذه الخطوات تتوافق مع توجيهات وزارة الداخلية للحفاظ على سلامة الحجاج وضمان أداء مناسكهم في أجواء آمنة ومنظمة.

تنظيم موسم الحج

بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية، تقدم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مجموعة من الخدمات الداعمة لتسهيل رحلة الحجاج. تشمل هذه الخدمات برنامج “أجير الحج” الذي يوفر فرص عمل مؤقتة لدعم المنشآت خلال الموسم، بالإضافة إلى تأشيرات عمل خاصة بالحج والعمرة. كما تشرف الوزارة على جولات رقابية مكثفة للتأكد من الامتثال لقوانين العمل، مع تقديم خدمات اجتماعية في المشاعر المقدسة مثل الإرشاد الأسري والدعم النفسي لضمان راحة الحجاج ومرافقيهم. من بين المبادرات البارزة، يوجد “مراكز ضيافة الأطفال” التي تقدم رعاية شاملة لأطفال الحجاج من خلال كوادر متخصصة تتبع أعلى معايير الجودة، مما يسمح للوالدين بأداء مناسكهم بثقة وطمأنينة. كذلك، تشارك الوزارة في مبادرة “أنورت” التي تشمل استقبال الحجاج في المنافذ، وتقديم خدمات لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب توزيع الوجبات والمياه في المواقع المختلفة. في السياق نفسه، تقدم مبادرة “عيادات التمكين” دعماً خاصاً لمستفيدي الضمان الاجتماعي لمساعدتهم على أداء مناسكهم بيسر. من جانب آخر، تتيح الوزارة من خلال تطبيقها الإلكتروني إمكانية الإبلاغ عن أي مخالفات لنظام العمل، بينما تشجع المنصة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية القطاع الخاص على المساهمة في مبادرات تنموية تعزز الأثر المجتمعي خلال موسم الحج. هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المملكة بتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن، مما يعزز من نجاح الموسم ويساهم في تعزيز الاستدامة الاجتماعية.