طلب قوي على الاستيراد البريطاني في المملكة يدفعه تطور التجارة الإلكترونية

قال شاي فايس، الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن أتلانتيك، إن إطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين لندن والرياض يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز استراتيجية الشركة في الأسواق الناشئة. هذا التدشين، الذي بدأ عملياً في سبتمبر الماضي وتم الاحتفال به رسمياً في 31 مارس 2025، يعكس الفرص الواسعة للنمو في المملكة العربية السعودية، حيث يتزايد الطلب على الروابط الجوية الدولية. وفقاً لفايس، فإن هذه الخطوة ليست مجرد توسع جغرافي، بل هي استجابة للتغييرات الاقتصادية السريعة، مثل نمو التجارة الإلكترونية العالمية، التي ترفع من حجم الشحنات بين المملكة المتحدة والسعودية.

فرص النمو لفيرجن أتلانتيك في السعودية

في مقابلة مع أرقام، أكد فايس أن الرحلات الجديدة قد حققت أداءً إيجابياً منذ انطلاقها، مع تركيز خاص على قطاع الشحن الجوي. الشركة تعتمد على نقل الشحنات في مقصورات الشحن السفلية لطائرات الركاب، مما يعزز الكفاءة التكلفية. هناك طلب كبير على الاستيراد من المملكة المتحدة إلى السعودية، مدفوعاً بارتفاع التجارة الإلكترونية، حيث أصبحت المنتجات البريطانية، مثل السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا، مطلوبة بشكل متزايد. كما أن فيرجن أتلانتيك تعد من الرواد في قطاع الشحن إلى الولايات المتحدة، وهي تسعى الآن لتعزيز الاتصال بين السعودية وبريطانيا، ثم امتداده إلى وجهات أمريكية رئيسية مثل نيويورك ولوس أنجلوس. هذا الربط لن يقتصر على الشحن فحسب، بل سيشمل أيضاً تسهيل حركة الركاب، مما يدعم التبادل التجاري والسياحي.

توسع في قطاع الشحن والسياحة

بالإضافة إلى التركيز على الشحن، فإن فيرجن أتلانتيك تهدف إلى خدمة سوق كبيرة وسريعة النمو مثل السعودية، دون التركيز على شرائح جديدة، بل من خلال تعزيز الخدمات الموجودة. المملكة تشهد نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة، مدعوماً بمقومات سياسية ومالية وثقافية قوية، مما يجعلها وجهة واعدة للسفر الدولي. فايس توقع أن تشهد الرحلات طلباً كبيراً من المسافرين السعوديين، خاصة مع الشراكة مع الخطوط السعودية، التي ستسهل الوصول إلى وجهات عالمية. السوق السعودي نفسه يحتوي على نحو 100 ألف مقعد طيران سنوياً، ويتميز بتركيبة سكانية شابة، حيث يصل عدد السكان إلى 38 مليون نسمة، مع أكثر من 70% منهم دون سن 35 عاماً. هذا الشباب يعزز الرغبة في السفر، سواء لأغراض السياحة أو الأعمال، خاصة مع المشاريع الكبرى مثل مشروع البحر الأحمر، والدرعية، والقدية، التي تحول المملكة إلى مركز جذب عالمي.

في الختام، يرى فايس أن هذه الخطوات ستساهم في تعزيز الاقتصاد المشترك بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا، من خلال زيادة الروابط التجارية والسياحية. مع استمرار نمو الطلب على الرحلات الجوية، فإن فيرجن أتلانتيك مستعدة للاستثمار أكثر في هذا السوق، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو المستدام. هذا التوسع ليس فقط فرصة للشركة، بل يعكس التحولات الإيجابية في الاقتصاد العالمي، حيث أصبحت الاتصالات الجوية أساسية للتنمية. بالنظر إلى الاتجاهات الحالية، من المتوقع أن يستمر هذا الزخم، مع تركيز الشركة على تحسين الخدمات لتلبية احتياجات العملاء في منطقة الشرق الأوسط.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *