شركة أسمنت القصيم السعودية توافق على الاحتفاظ بأسهم الخزينة وإطلاق برنامج حوافز للموظفين
ارتفع اليورو بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي مع بداية جلسات التداول الأوروبية يوم الخميس، حيث استعاد العملة الأوروبية جزءًا من مكاسبه السابقة بعد انقطاع مؤقت ليومين. هذا الارتفاع يأتي وسط بيئة من عدم اليقين، حيث تتفاعل الأسواق مع الإشارات المتضاربة المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية والتوقعات المتزايدة لتخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي. على وجه التحديد، شهد اليورو زيادة بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 1.1357 دولار، مما يعكس استمرار الضغوط على الدولار بسبب التوترات التجارية مع الصين، والتي تظل مصدر قلق رئيسي للمستثمرين.
ارتفاع اليورو وسط الإشارات المتضاربة حول الرسوم التجارية
في السياق الاقتصادي الحالي، يواجه الدولار الأمريكي تحديات كبيرة بسبب الإعلانات المتقلبة من إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين. من جهة، أكد ترامب سعي الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق تجاري عادل، لكنه حذر في الوقت نفسه من فرض رسوم إضافية على بكين إذا لم يتم التوصل إلى تسوية خلال أسابيع قليلة. هذه التصريحات، التي تتناقض مع تعليقات وزير الخزانة ستيفن منوشين السابقة، أدت إلى حالة من الارتباك في الأسواق، حيث يرى المحللون أن مثل هذه الإشارات المتضاربة تعزز من قوة اليورو كملاذ آمن نسبيًا. كما أن انخفاض اليورو في جلسة الأربعاء بنسبة 0.95%، ليغلق عند مستويات أقل من ذروته السابقة عند 1.1573 دولار، يعود جزئيًا إلى عمليات جني الأرباح والبيانات الاقتصادية السلبية في أوروبا، مثل تراجع مؤشرات قطاع الخدمات. ومع ذلك، يبقى اليورو محاطًا بتفاؤل معتدل، حيث يرى خبراء مثل فرانشيسكو بيسولي من بنك إن جي أن الدولار الأمريكي هو الأكثر تأثرًا بالأخبار التجارية، مما يفتح الباب لمزيد من الارتفاعات إذا استمرت المخاوف حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا حاسمًا في حركة اليورو التوقعات المتعلقة بالسياسة النقدية الأوروبية. فمع تزايد الضغوط الاقتصادية، خاصة في ألمانيا حيث حذر محافظ البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل من إمكانية حدوث ركود، أصبحت احتمالات خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي أكثر وضوحًا. رئيسة البنك، كريستين لاغارد، أشارت إلى تأثير الرسوم الجمركية على مؤشرات الاقتصاد مثل التوظيف والأسعار، مما قد يؤدي إلى انكماش أكبر في الأسواق. تسعير سوق المال يشير حاليًا إلى احتمال يصل إلى 60% لخفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في يونيو، ويترقب المستثمرون بيانات اقتصادية إضافية لتأكيد هذه التوقعات. هذا المناخ يدعم اليورو على المدى القصير، لكنه يعتمد أيضًا على تطورات الدولار، حيث أكد بيسولي أن ميزان المخاطر يميل نحو الانخفاض للدولار، مما قد يفتح الباب للزوج اليورو/دولار للعبور فوق 1.15 دولار إذا عادت المخاوف الاقتصادية.
تأثيرات التوترات التجارية على توقعات الفائدة
من ناحية أخرى، تبرز الإشارات المتضاربة حول الرسوم التجارية كعامل رئيسي في تشكيل توقعات الفائدة الأوروبية. على سبيل المثال، أوضح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين أن أي تعديل للرسوم لن يكون أحادي الجانب، مشددًا على أن إعادة التوازن التجاري مع الصين قد تستغرق عامين إلى ثلاثة. هذا النهج يعكس تعقيد الوضع، حيث أن أي خطوات تهدئة قد تخفف من الضغوط على الاقتصاد الأوروبي، الذي يعاني بالفعل من تأثيرات الرسوم الحالية. في النظرة الفنية، يواجه اليورو ضغوطًا سلبية مؤقتة، لكنه يحافظ على دعم قوي فوق مستويات 1.13 دولار، مع إمكانية اختبار المقاومات العليا إذا استمرت الاتجاهات الإيجابية. بشكل عام، يبقى السوق في حالة تأهب، حيث يعتمد مستقبل اليورو على تفاعل هذه العوامل، مع التركيز على البيانات الاقتصادية القادمة لتقديم دليل أقوى حول مسار السياسات النقدية. هذا الوضع يذكر بأهمية مراقبة التحركات العالمية، حيث أن أي تطورات في التوترات التجارية أو السياسات المالية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على أداء العملات.