تكبيرات الحج.. الأصوات المحببة التي تملأ القلوب بالفرح صيغتها كاملة ومتى تبدأ؟ وفضلها

تعد تكبيرات الحج من أبرز الأصوات المحببة لقلوب كل مسلم ومسلمة، فهي ترتبط بشعيرة الحج التي تعتبر من أعظم العبادات في الإسلام، إنها الصيحات التي تملأ السماء بالتسبيح والتهليل، معبرة عن فرحة المسلمين بتحقيق أمنياتهم وتحقيق شعيرة الحج، والتي تعد من أهم ركائز الإسلام، فيما يلي سنقدم لكم الصيغة ومعلومات متعلقة بهذه التكبيرات المباركة.

صيغة تكبيرات الحج عند الفقهاء

تتنوع صيغة تكبيرات الحج بين أصحاب المذاهب، حيث يوجد عدة آراء مختلفة في هذا الأمر حسب المذاهب الفقهية:

  • الحنفية: يرى أصحاب المذهب الحنفي أن صيغة التكبير يكون بقول: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”، كما يرون جواز الزيادة على هذه الصيغة بإضافة: “الله أكبر كبيرً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلِم تسليما كثيرا”.
  • المالكية: أصحاب المذهب المالكي يرون أن صيغة التكبير تكون بقول: “الله أكبر” ثلاث مرات، مع تكرارها مرة أخرى.
  • الشافعية: أفاد أصحاب المذهب الشافعي بأن الصيغة المثلى للتكبير في الحج هي: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”.
  • الحنابلة: أشار أصحاب المذهب الحنبلي إلى أن الصيغة المثلى للتكبير في الحج هي: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”، أي التكبير مرتين، ويعتبرون هذه الصيغة مستندة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

التكبير في أيام العشر وأيام التشريق

اعتمادا على قول الله تعالى: “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ” (الحج: 28)، يكون التكبير المطلق والمقيد في أيام العشر من ذي الحجة وأيام التشريق في عيد الأضحى، ويأتي هذا كنصيحة للمسلمين للاستفادة من منافع الأيام المعلومات وتذكيرهم بأسماء الله وشكره على نعمه التي رزقهم إياها، بما في ذلك البهائم التي قدمها لهم.

استغلال فضل الأيام المعلومات في التكبير

فسر ابن عباس -رضي الله عنهما- الأيام المعلومات بالعشر من ذي الحجة، وهذا ما ورد عنه في التفسيرات، وكان يعتبر هذه الأيام فرصة لتكثير الذكر والتقرب إلى الله بالعبادات المتنوعة، ومنها التكبير، وقد جاءت آثار عن الصحابة رضي الله عنهم تؤكد استمرارية هذا المنهج، فكان عمر بن الخطاب يتكبّر في مكة المكرمة بمنى حتى يسمع صوته أهل المسجد فيتكبّرون معه، وتبع هذا المنهج أيضا ابن عمر رضي الله عنهما الذي كان يكبر في منى في تلك الأيام بشتى الأوقات، سواء بعد الصلوات، أو أثناء جلوسه، أو أثناء مسيره، وحتى في الفراش. 

مواقف العلماء حول وقت بدء التكبير في الحج

تعددت آراء العلماء في وقت ابتداء التكبيرات في الحج، حيث وردت أقوال مختلفة من أصحاب المذاهب الفقهية الرئيسية:

  • الحنفية: يبدأ وقت التكبير من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، ويمتد إلى ما بعد عصر آخر يومٍ من أيّام التشريق.
  • المالكية: يبدأ التكبير من بعد صلاة الظهر من يوم النَّحر، ويستمر إلى صلاة الفجر من اليوم الرابع.
  • الشافعية: يبدأ التكبير في الحج من ظهر يوم النحر، ويستمر إلى صباح آخر أيّام التشريق، حيث إن الظُهر أول صلاة تؤدى بعد انقضاء وقت التلبية، والفجر آخر صلاة في مِنى.
  • الحنابلة: يبدأ التكبير من صلاة الظُهر من يوم النحر، ويستمرّ إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

تعدد آراء العلماء في التكبير بعد الصلوات في الحج

تعددت آراء العلماء في الصلوات التي يشرع بعدها البدء بالتكبير في الحج، ونبين هذه الآراء كما يلي:

  • الشافعية: يقولون إن التكبير يكون بعد الصلوات سواء كانت فرض، أو نافلة فالتكبير شعار للوقت، ولا يختص بصلاة دون أخرى.
  • الحنابلة: يؤكدون على خصوصية التكبير بعد الفرائض التي تؤدى جماعة فلا يؤدى التكبير بعد الصلوات التي تؤدى فرادى.
  • المالكية: يقولون إن التكبير مشروع بعد الصلوات التي تؤدى في وقتها، أما إن كانت الصلوات من باب القضاء، فلا يشرع التكبير بعدها.
  • الحنفية: يرون بمشروعية التكبير بعد كل فرضٍ على الإطلاق، دون الفصل بينهما.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *