هدنة أم توسيع الحرب على غزة؟
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منحت فرصة أخيرة للتفاوض مع حركة حماس قبل اتخاذ خطوات نحو توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. خلال اجتماع حكومي أمني، أكد بعض الوزراء على ضرورة احتلال المناطق المتبقية في القطاع وتعزيز الضغط العسكري لفرض اتفاق. كما شهد الاجتماع توترات بين مسؤولين بارزين، حيث رفض رئيس أركان الجيش إيال زامير تولي قواته مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية، مما أثار غضب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ودفعه لمغادرة الجلسة.
التطورات في غزة
في السياق نفسه، من المتوقع أن تقدم حماس مقترحاً شاملاً خلال اجتماع القاهرة، يشمل إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع أنحاء القطاع، بالإضافة إلى برامج لإعادة الإعمار. يتضمن هذا المقترح تشكيل لجنة محلية مؤلفة من خبراء مستقلين لإدارة شؤون غزة، وفقاً لمبادرات مصرية تهدف إلى دعم الاستقرار المجتمعي. من جانب آخر، أعرب مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون عن رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق تقدم سريع في صفقة تفاوضية هذا الأسبوع، لكن نتنياهو يبدو متردداً في الموافقة على أي اتفاق يتجاوز إجراءات مؤقتة دون إنهاء النزاع بالكامل.
الصراع المستمر
على الأرض، يستمر القصف الإسرائيلي على مناطق متعددة في غزة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، حيث بلغت الإحصاءات الرسمية أكثر من 15 قتيلاً في أحداث حديثة، مع انتشال أربعة أجساد من حي التفاح بينما يُعتقد أن العشرات الآخرين محاصرون تحت الركام. كما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن إكمال رصف جزء كبير من المحور الفاصل بين رفح وخان يونس، ضمن خطط لتوسيع السيطرة، حيث أصبح محور موراغ تحت التحكم الكامل من صوفا حتى الساحل. وفقاً للمصادر العسكرية، بدأ الجيش في تركيب أبراج مراقبة على طول هذا المحور، الذي يمتد لمسافة تزيد عن 300 متر، مع خطوات أولية لتوسيع السيطرة شمال غزة بهدف تقسيم المدينة إلى جزأين منفصلين. هذه التطورات تعكس تصعيداً يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، رغم الجهود الدبلوماسية للتهدئة.
في الوقت نفسه، يبرز الوضع الإنساني في غزة كقضية مركزية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية بسبب الاشتباكات المستمرة. الجهود الدولية للوساطة تتزايد، لكن الخلافات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية تعيق التقدم، مما يعزز من مخاوف انتشار النزاع. على الرغم من ذلك، يظل التركيز على إيجاد حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من الخسائر البشرية، مع استمرار الضغط من قبل الدول الوسيطة لدفع الأطراف نحو اتفاق يضمن السلام المستدام. هذه الديناميكيات تكشف عن تعقيدات الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، حيث يتداخل الاهتمامات الإقليمية مع التحديات الإنسانية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالمستقبل القريب.